على عكس
مكونات الكمبيوتر الأخرى
مثل المعالج وكارت الشاشة والرامات وما تتطلبه من معرفة تقنية قبل
اتخاذ قرار الشراء، فإن كل ما تحتاج معرفته قبل
شراء وحدة تخزين من نوع SSD
هو 3 أشياء:
سرعة القراءة
وهي السرعة التي تستطيع فيها وحدة التخزين – الـ SSD – قراءة البيانات المخزّنة
(مثل فتح الملفات أو تشغيل البرامج)، وسرعة الكتابة وهي السرعة التي يمكن فيها
للوحدة التخزينية إضافة أو كتابة بيانات جديدة (مثل حفظ الملفات أو تثبيت
البرامج)، بالإضافة إلى
جيل مدخل الـ PCIe
حسب ما يدعم جهازك، ولا شيء أكثر إثارة من ذلك. لكن لجعل الأمور أكثر جاذبية،
يلجأ مُصنّعو أو بائعو وحدات SSD السريعة هذه إلى
استخدام حيل ومصطلحات ترويجية
ما أنزل الله بها من سلطان، وذلك بالطبع لجعلك تدفع أكثر — دعنا نستعرض فيما يلي
أمثلة على ذلك.
حيل تسويقية شائعة عند شراء SSD
«جيمنج» SSD !
من أشهر الحيل التسويقية المُستخدمة مثلًا هي أن يقول لك البائع إن هذا SSD
"جيمنج"، أي أنه مُصمم خصيصًا للألعاب، وهذا غير حقيقي غالبًا، إذ إن مُعظم وحدات
SSD الحديثة تملك نفس الأداء تقريبًا في الألعاب. في الواقع، ما يُحدد جودة الـ
SSD في الألعاب ليس السرعة التسلسلية (Sequential Speed) وهي سرعة الـ SSD
العادية، مثل 7000 ميجابايت/ثانية، لكن اسمها الحقيقي "السرعة التسلسلية" والتي
عادةً ما يتم الترويج لها في مواصفات الـ SSD، وإنما سرعة القراءة العشوائية
(Random Read Speeds) – عادةً تُقاس بوحدة تُسمى IOPS – وهذا يعني أن الجيل
الخامس مثلًا ليس بالضرورة أفضل من الرابع أو الثالث في الألعاب. باختصار، الفرق
بالكاد ملحوظ، إن كان موجودًا أصلًا، فلا تنخدع بكلمة "جيمنج" واختر SSD حديث من
ماركة موثوقة.
ملحوظة: لا يعني كون السرعة التسلسلية للـ SSD غير مفيدة في الألعاب أنها غير مفيدة عمومًا، فهي في غاية الأهمية في عمليات النسخ واللصق مثلًا.
في نفس السياق، سنجد أن بعض الشركات مثل Western Digital تقوم بالترويج لأقراصها
الخاصة، وتحديدًا سلسلة WD Black، على أنها تدعم ما يُسمى بوضع الألعاب (Game
Mode) وهو خيار يتم تفعيله عبر برنامج Western Digital Dashboard لتحسن
الأداء في الألعاب. لكن في الواقع، لا تحتاج الألعاب الحديثة إلى هذا الوضع لأنها
لا تُشكل عبئًا كبيرًا على الـ SSD، لا سيما إن كان من نوع NVMe Gen 4 أو NVMe
Gen 5، حيث تقدم هذه الوحدات التخزينية بالفعل سرعات عالية تفوق احتياجات
الألعاب.
أخيرًا وليس آخرًا، ضمن ميزة وضع الألعاب المزعومة هذه، تروّج شركة Western
Digital لميزة تسمى "التحميل التنبؤي" Predictive Loading؛ الهدف منها محاولة
التنبؤ بالعناصر التي ستحتاجها اللعبة لاحقًا، وبالتالي يقوم بتحميلها مسبقًا في
الذاكرة لتقليل أوقات التحميل وتحسين الأداء، لكن فعالية هذه الميزة تعتمد بشكل
كبير على نوع اللعبة وسلوكها، وفي كثير من الحالات لن يلاحظ المستخدم أي فرق
حقيقي سواء تم تفعيل الميزة أو لا. وأساسًا لكي يتحقق الهدف من هذه الميزة، يجب
أن تكون وحدة التخزين هي نقطة الضعف –
عنق الزجاجة
– في النظام، وهذا نادر في الأنظمة الحديثة، إذ عادةً يكون المعالج أو كارت
الشاشة هما السبب الرئيسي في تباطؤ الأداء، وليس وحدة التخزين.
أخيرًا وليس آخرًا، تروج الشركة لميزة أخرى تُسمى "الإدارة الحرارية التكيفية"
Adaptive Thermal Management ضمن نفس وضع الألعاب، وتدعي أن هذه الميزة تساعد على
الحفاظ على الأداء الأمثل أثناء ارتفاع درجة حرارة الهارد، لكن ما لم تُخبرك به
أن حرارة الـ SSD عادةً ما ترتفع للحد الذي يستدعي تدخل مثل هذه الميزة. الخلاصة،
لا تنخدع لفكرة أن هذا الـ SSD أو ذاك "جيمنج" وتدفع فيه المزيد من الأموال.
ميزة Intelligent TurboWrite
تسوّق شركة سامسونج لميزة جديدة في أقراص الـ SSD الخاصة بها باسم "Intelligent
TurboWrite 2.0"، وتدعي أنها تحسّن الأداء في أقراصها التي لا تحتوي على ذاكرة
DRAM (نوع من الذاكرة المؤقتة لتسريع الوصول للبيانات مثل الرام). لكن عند النظر
في التفاصيل، يتبيّن أن ما تصفه سامسونج "بالتقنية الجديدة" هو في الواقع مجرد
استخدام لتقنية معروفة تُدعى Host Memory Buffer (HMB)، والتي تعتمد على استغلال
جزء صغير من الرام لتحسين أداء الأقراص التي لا تحتوي على DRAM. والمفارقة أن هذه
التقنية مستخدمة في معظم أقراص الـ SSD من شركات أخرى غير سامسونج أساسًا!
يُحسَب لسامسونج أنها قد تكون حسّنت من هذه التقنية ونجحت في تقديم أداء مقبول
بسعر مناسب، لكن إعادة تسمية ميزة شائعة باسم تجاري خاص لا يجعلها أفضل. ولهذا
السبب، من المهم أن يقرأ المستخدمون عن المزايا "الحصرية" التي تروج لها الشركات،
حتى لا يقعوا في فخ التسويق ويشتروا بناءً على وعود دعائية لا تعني الكثير من
الناحية التقنية.
المتانة البلاتينية
تسوق شركة SK Hynix أقراص الـ SSD خاصتها مثل Platinum P41 على أنها تتمتع بمتانة
من الفئة البلاتينية Platinum Tier Durability، في إشارة إلى قدرتها العالية على
التحمل. وتعتمد في ذلك على رقم يُعرف باسم
TBW (اختصارًا لـ TeraBytes Written)، وهو مقياس لكمية البيانات التي يمكن للقرص كتابتها طوال فترة استخدامه. فعلى
سبيل المثال، تصل نسخة 2TB من هذا القرص إلى 1200 تيرابايت TBW، وهو رقم مرتفع
نسبيًا ويعني أن القرص قادر على تحمّل كمّ كبير من الاستخدام، مما يجعله يبدو
أكثر متانة من الكثير من الأقراص المنافسة.
لكن الواقع أن هذا الرقم ليس استثنائيًا، بل هو قياسي تقريبًا بين أقراص SSD من
نفس الفئة، مثل WD Black SN850X أو SN770، التي تقدم نفس تصنيف التحمل. وحتى في
النماذج التي تتفوق بها SK Hynix بفارق 100 أو 150 TBW، فإن هذا الفارق لن يكون
مؤثرًا لمعظم المستخدمين، لأن استهلاك الـ TBW الكامل خلال عمر استخدام عادي نادر
جدًا. لذا، عبارة "المتانة البلاتينية" ليست سوى حيلة ترويجية.
السرعة القصوى (مصطلح الـ Up To…)
تعتمد الكثير من الشركات المُصنّعة للـ SSD في تسويق منتجاتها على التفاخر بأرقام
السرعات القصوى، كأن تُخبرك بأن هذا القرص "يصل إلى 14,000 ميجابايت/ثانية"، كما
نرى في أقراص Gen5 الحديثة مثل Crucial T705. ورغم أن هذه السرعات المرتفعة
حقيقية ومفيدة، فإن فائدتها تظهر فقط في سيناريوهات محددة جدًا، مثل نقل ملفات
ضخمة أو العمل على مشاريع فيديو بدقة عالية. لكن في الاستخدام اليومي أو الألعاب،
هذه الأرقام لا تعني فرقًا فعليًا في الأداء.
بمعنى آخر، شراء SSD بسرعة 14,000 ميجابايت/ثانية بدلًا من آخر بسرعة 7,000
ميجابايت/ثانية لن يجعل جهازك يُقلع أو يُحمّل الألعاب أسرع بشكل ملحوظ. والفرق
بينهما غالبًا مجرد أرقام تُستخدم في التسويق لجذب الانتباه وإعطاء الانطباع
بالتفوق، في حين أن الأداء الواقعي متقارب جدًا. لذا، قبل أن تدفع مبلغًا إضافيًا
مقابل سرعة قصوى، تأكد أولًا من أنك تحتاجها فعلًا.