كيف تعرف أكثر البرامج استهلاكًا لبطارية اللابتوب في ويندوز؟

يشتكي مستخدمو اللابتوبات التي تعمل بنظام ويندوز من ضعف عُمر البطارية في بعض الأحيان. وهناك بالطبع أسباب كثيرة وراء هذا الأمر، لكننا سنركز على سبب بعينه وهو البرامج التي تعمل في الخلفية دون أن يشعر بها أحد وتتسبب في نفاد البطارية سريعًا. المشكلة ليست فقط في طبيعة هذه البرامج، بل في صعوبة اكتشافها أيضًا، خاصةً عندما تكون مُختبئة وسط عشرات العمليات المفتوحة. ومع ذلك، بفضل أداة "مدير المهام" Task Manager الموجودة في الويندوز نستطيع رصد هذه البرامج بسهولة وتعطيلها حتى يلتقط الجهاز أنفاسه من جديد. عندما تستخدم هذه الطريقة التي نتناولها فيما يلي، قد تشعر وكأنك تستخدم لابتوب جديد تمامًا!

يُمكنك أن تراقب استهلاك البرامج للطاقة في الوقت الفعلي ببساطة عن طريق أداة Task Manager. لفتحها؛ اضغط بزر الفأرة الأيمن على شريط المهام واختر Task Manager (أو ببساطة اضغط على مفاتيح Ctrl + Shift + Esc في نفس الوقت). بعد فتح الأداة، إذا ظهرت لك الواجهة المُبسطة، اضغط على More Details أسفل النافذة حتى تظهر لك جميع التبويبات، ثم توجه إلى تبويبة Processes حتى تُحدد أكثر التطبيقات المستهلكة لبطارية اللابتوب.

من المفترض أن تجد أمامك الآن مجموعة من الأعمدة، من ضمنها عمود لاستهلاك الطاقة Power usage، إذا لم تجده، اضغط بزر الفأرة الأيمن على عنوان أي عمود آخر ثم اختر Power usage وأيضًا Power usage trend. انتظر قليلًا حتى يقوم النظام بجمع البيانات اللازمة وعرضها لك بدقة. ستلاحظ بجانب كل تطبيق تقييمًا لاستهلاك الطاقة، مثل: "منخفض جدًا" Very Low "منخفض" Low "متوسط" Moderate "مرتفع" High أو "مرتفع جدًا" Very High. ستساعدك هذه التقييمات في التعرف على التطبيقات أو العمليات التي تستنزف البطارية أكثر من غيرها.

بمجرد معرفتك للتطبيقات التي تستهلك طاقة مفرطة، يمكنك اتخاذ القرار المناسب؛ كإغلاقها أو الحد من استخدامها، مما سيساعدك على إطالة عمر بطاريتك والحفاظ على طاقة الجهاز لأطول فترة ممكنة. قد تُفاجأ بأن برنامجًا بسيطًا هو السبب وراء نفاد البطارية.

بالنسبة للتصنيفات العالية؛ تصنيف "مرتفع" High و"مرتفع جدًا" Very High، فتأثيرها كبيرٌ للغاية على البطارية، وهذا أمرٌ بديهي، لكن إلى أي درجة؟ تخيل أن حاسوبك المحمول إذا كان يمنحك 6 ساعات من العمل المتواصل في الظروف العادية، فإنه قد لا يقوى على إعطاءك سوى ساعتين بمجرد تشغيل أحد تلك البرامج المُلتهمة للطاقة! هذه خطورة التطبيقات المتطلبة على البطارية؛ تستطيع استنزافها بمعدل يصل إلى ضعفين أو 3 أضعاف مقارنةً بالتطبيقات العادية.

غالبًا ما تكون هذه التطبيقات مُتطلبة على المعالج أو تعتمد بشكل مستمر على بطاقة الرسوميات، أو ببساطة تظل نشطة في الخلفية دون توقف. برامج المونتاج، والألعاب، وحتى بعض المتصفحات؛ كلها أمثلة على التطبيقات التي تستطيع استنزاف بطارية اللابتوب بسرعة.

ومن باب النصيحة، لا تكتفِ بمراقبة عمود Power usage، بل ألق نظرة أيضًا على عمود Power usage trend لأنه يمنحك صورةً أوضح ويُعرّفك بما إذا كان هذا التطبيق أو ذاك يستنزف البطارية بشكلٍ مستمر أم أنه يمر بطفرة مؤقتة (ستعرف ذلك من خلال التصنيفات أيضًا). وبما أننا نتحدث عن عُمر البطارية، فربما حان الوقت أيضًا للاطلاع على عدد دورات الشحن سواء كنت تستخدم ويندوز 10 أو ويندوز 11. معرفة هذا الرقم البسيط يمكن أن يقول لك الكثير عن حالة البطارية وما إذا كنت تحتاج إلى استبدالها.

كثيرٌ من التطبيقات الشائعة تستنزف بطارية اللابتوب للأسف الشديد. متصفحات الويب مثلًا، وعلى رأسها جوجل كروم – خاصة عند فتح تبويبات كثيرة – تلتهم بطارية اللابتوب. وعلى الرغم من أن معظم المتصفحات الحديثة قد حسَّنت كفاءتها في استهلاك الطاقة، فإنها لا تزال تؤثر على عمر البطارية بدرجة ما. تطبيقات مثل Zoom وMicrosoft Teams وGoogle Meet هي الأخرى تُعرف باستهلاكها الكبير للطاقة، وذلك لأنها تستخدم الكاميرا والميكروفون والإنترنت في الوقت نفسه لإجراء الاجتماعات الافتراضية.

نفس الشيء بالنسبة لتطبيقات السحابة مثل OneDrive وDropbox وGoogle Drive حيث تستنزف البطارية في صمت خاصة عند رفع الملفات الكبيرة أو تنزيلها، وحتى عندما تبدو غير نشطة. كما تُعد الألعاب وتطبيقات الوسائط وخدمات بث الفيديو (مثل يوتيوب) من أبرز المُتهمين في استهلاك بطارية اللابتوب. العجيب أن بعض الخدمات والأدوات المُثبتة مسبقًا في الويندوز مثل فهرسة البحث Search Indexing (التي يستخدمها ويندوز لتهيئة الملفات والمستندات حتى تعثر عليها بسهولة) تضغط على البطارية أيضًا، لذلك، وللأسف الشديد مُعظم التطبيقات والخدمات التي نستخدمها تستنزف بطارية اللابتوب فراقبها باستمرار.

مبدأيًا، راقب التطبيقات التي تستهلك طاقة البطارية بلا رحمة عند طريق مدير المهام كما شرحنا، وألقِ نظرة على استهلاك الطاقة لكل برنامج. حين تكتشف أن هناك تطبيقًا يلتهم البطارية، لا تتردد، اضغط بزر الفأرة الأيمن عليه واختر End Task. أحيانًا، هذا الإجراء البسيط يمنحك وقتًا إضافيًا ثمينًا لتكمل عملك إلى أن تجد مقبس الشاحن. إذا كان استخدامك للابتوب يعتمد على المتصفحات بشكل كبير، فراقب التبويبات دائمًا وأغلق ما لا تستخدمه منها، ونفس الشيء طبّقه على جميع التطبيقات والألعاب وأي شيء لا تستخدمه.

يُمكنك أيضًا أن تتوجه إلى تطبيق Settings في ويندوز بالضغط على مفتاحي Win + I، ثم الانتقال إلى قسم Apps، ثم Startup وستجد قائمةً بالتطبيقات التي تبدأ تلقائيًا عند تشغيل الجهاز. عطّل ما لا تحتاجه منها وقد تتفاجأ بمدى تحسّن أداء البطارية بعد هذه الخطوة. لا تنسَ أيضًا أن تستفيد من أداة Power Options في ويندوز وتنفذ المقترحات الموجودة في الإعدادات وذلك بالضغط على أيقونة البطارية في شريط المهام ثم الضغط على أيقونة البطارية الأخرى الموجودة بأسفل الصندوق على اليسار ثم التوجه إلى Energy Recommendations والضغط على Apply all لتطبيق هذه المقترحات وتوفير الطاقة.

أخيرًا وليس آخرًا، حاول أن تستخدم النسخ السحابية من التطبيقات، على سبيل المثال، بدلًا من استخدام تطبيق واتساب على سطح المكتب، استخدمه على متصفحٍ مثل Edge، وذلك لأن النسخ المكتبية عادةً ما تحتوي على مميزات أكثر وتُثقل كاهل البطارية بدرجةٍ أكبر. أيضًا حاول أن تضبط عادات استخدامك، فلا تقم بتحرير الفيديوهات أو تلعب ألعابًا ثقيلة إلا والجهاز مُقرن بالشاحن، وهكذا.