مميزات جديدة في روبوت مايكروسوفت Copilot ستحمسك لاستخدامه

لا يخفى على أحد أن مايكروسوفت تتجه بقوة نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي وتوظف الروبوت الشهير – المعتمد على ChatGPT – والمُسمى Copilot في كل خدماتها الممكنة لدرجة أن المدير التنفيذي للشركة، ساتيا ناديلا، وصف مايكروسوفت بأنها "شركة Copilot" خلال حدث Ignite 2023. وفي إطار مساعي مايكروسوفت لجعل Copilot رفيق ذكي قادر على التفاعل مع المستخدمين بطريقة أكثر طبيعية، أعلنت مؤخرًا عن إصدارًا محدّثًا من الروبوت يشمل إعادة تصميم شاملة لواجهة المستخدم بالإضافة إلى تبني مزايا سبق وشاهدنا في نموذج GPT-4o من OpenAI بحيث تنقل تجربة Copilot إلى مرحلة جديدة يكون فيها الروبوت صديقًا للمستخدمين. في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز هذه المزايا والموجهة لكلٍ من الويندوز، والويب، والهاتف.

تعزز هذه الميزة طريقة التفاعل الصوتي في Copilot لتكون أكثر تفاعلًا وسلاسة وأقرب لصوت البشر من أي وقتٍ مضى، فقد زودت مايكروسوفت الروبوت بأربعة أصوات جديدة، مما يتيح لك اختيار الصوت الذي يناسب تفضيلاتك من حيث الأسلوب والنبرة لتتمكن من خوض حوارات طبيعية وجذابة تُشعرك أنك تتعامل مع إنسان وليس آلة. على سبيل المثال، تستطيع الآن أن تتحدث مع Copilot وتقاطع حديثه لطرح سؤال أو توضيح أمر ما، وهكذا دون أن يتأثر سير الحوار. أضف إلى ذلك أن Copilot بات قادرًا الآن على تمييز التلعثم والتكيف مع المُدخلات الجديدة دون أدنى مشكلة؛ الأمر الموجود في روبوت ChatGPT مع نموذج GPT-4o من خلال خاصية Advanced Voice Mode ويعمل بشكلٍ ممتاز.

وهي ميزة تسمح لك بمشاركة كاميرتك مع الذكاء الاصطناعي بحيث يساعدك في أي شيء تراه الكاميرا في الوقت الفعلي؛ الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام الكثير من الإمكانيات على غرار ما رأيناه في نموذج GPT-4o. على سبيل المثال، تخيل أنك اخترت فيلمًا لمشاهدته، وترغب في معرفة المزيد من المعلومات عنه، فكل ما عليك فعله هو توجيه الكاميرا إلى ملصق الفيلم، وسيقدم لك Copilot معلومات مفصلة عن القصة، والممثلين، وحتى مراجعات النقاد.

توجد هذه الميزة أيضًا في متصفح مايكروسوفت إيدج لتعزيز تجربة التصفح عن طريق فحص محتويات صفحات الويب التي يزورها المستخدمون وتمكينك من طرح أي سؤالٍ تريده عن طريق الكتابة أو الأوامر الصوتية، على سبيل المثال، إذا كنت تقرأ مقالة معقدة وتريد أن تفهم منها شيئًا معينًا، فيمكنك أن تستخدم Copilot Vision في هذا الأمر وسيفيدك. جديرٌ بالذكر أن هذه الميزة تراعي خصوصية المستخدمين وتنبهم متى تكون نشطة؛ مايكروسوفت أكدت هذا الأمر وقالت إن ما تجمعه من بيانات لا يُستخدم في تدريب أدوات الذكاء الاصطناعي.

يتضمن التحديث الجديد لروبوت Copilot طرح برنامج تجريبي يضم مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعمل عليها مايكروسوفت وأطلقت عليه اسم "Copilot Labs" والذي يشبه إلى حدٍ ما Google Search Labs وسيتوفر فقط للمشتركين في الإصدار المدفوع من الروبوت "Copilot Pro" بحيث يمكنهم أن يصبحوا أوائل المجربين لمزايا Copilot قبل طرحها للعامة وتقديم تعليقات نقدية عنها. وأولى هذه المزايا التجريبية هي "Think Deeper" والتي تعتمد على نموذج o1 الجديد من OpenAI لجعل Copilot أكثر تنوعية وذكاءً، إذ تزوده بقدرات منطقية لحل المسائل المعقدة خطوة بخطوة. تقول مايكروسوفت: "لقد صممنا Think Deeper لتكون مفيدة في كل أنواع التحديات العملية واليومية؛ مثل المُفاضلة بين خيارين معقدين". وتضيف: "يكمن أن تساعد هذه الخاصية في كل شيء بدايةً من حل مسائل الرياضيات المعقدة وحتى حساب تكاليف إدارة المشاريع المنزلية".

تقول مايكروسوفت إن أجوبة Copilot ستصبح أكثر ملاءمةً لاهتماماتك وتفضيلاتك بفضل هذه الميزة الجديدة، وذلك لأن الأداة ستستفيد من تفاعلاتك وسجلك السابق عليها، فضلًا عن تفاعلك مع تطبيقات وخدمات مايكروسوفت الأخرى (لم تكشف الشركة عن التفاصيل بهذا الصدد) لتقديم توصيات حول كيفية استخدام Copilot. ستصل هذه الميزة إلى العديد من المناطق قريبًا، ولكن بالنسبة لقاطني المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي فمن غير المتوقع أن يستخدموها في المستقبل القريب بسبب خلافات مع مايكروسوفت.

في النهاية، من المفترض أن تغير هذه المميزات من أداة Copilot للأفضل وتزيد من عدد مستخدميها، فضلًا عن عدد المتحمسين لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على الحواسيب عمومًا. جديرٌ بالذكر أن تشغيل هذه التطبيقات على الحاسوب في المستقبل سيتطلب وجود شريحة الذكاء الاصطناعي أو كما تُعرف بشريحة المعالجة العصبية NPU، ولكن في الوقت الراهن، فإنك تستطيع استخدام Copilot بكل سهولة على معظم الحواسيب.