إذا كنت كثيرًا ما تتعامل مع الإيميلات وخدمات البريد الإلكتروني المختلفة مثل Gmail و Outlook و Yahoo وغيرهم، فهذا المقال لك. سنتحدث اليوم عن أداة شهيرة لإدارة الإيميلات؛ أداة طُورت عام 2006، أي منذ قرابة العقدين، واسمها eM Client. تحدثنا عن هذه الأداة عدة مرات سابقًا، بل وقدمنا مراجعة تفصيلية عن برنامج eM Client كأحد أفضل برامج ادارة حسابات البريد الالكتروني من مكان واحد. ولكن منذُ أن طُرحت وتعمل الأداة بشكل حصري على أجهزة الكمبيوتر سواء ويندوز أو ماك، إلى ان قامت الشركة المطورة أخيرًا بإطلاق نسخة الموبايل من الأداة للعمل على هواتف أندرويد وآيفون على حدٍ سواء، وكالمعتاد يوفر التطبيق التجربة السهلة لإدارة الإيميلات مع دعم كل خدمات الإيميل وبروتوكولاتها تقريبًا، ولكن هناك ما هو أكثر! لذلك دعونا نستعرض معكم مميزات التطبيق ولماذا قد يغنيك عن تطبيقات مثل Gmail و Outlook في هاتفك الذكي.
مراجعة تطبيق eM Client
أولًا: ما هو تطبيق eM Client؟
هي أداة أو خدمة موجودة على الحواسيب (ويندوز وماك) والهواتف المحمولة (أندرويد وآيفون) لتغنيك عن كل خدمات البريد الإلكتروني الأخرى، إذ تفعل ما تفعله جميع الأدوات المتخصصة في التعامل مع الإيميلات، وأكثر من ذلك بكثير. تروج eM Client لنفسها على أنها "أفضل أداة للتعامل مع الإيميلات في السوق" وهي كذلك بالفعل، حيث تتوافق مع جميع البروتوكولات والتقنيات المطلوبة لإرسال واستقبال الإيميلات مثل POP3، وIMAP وغيرهم، كما تأتي بالعديد من المميزات التي تجعلها جديرة بلقب "الأفضل في السوق".
الأداة تصلح على مستوى الاستخدام الشخصي والمؤسسي، ولكنها تتميز في هذا الأخير حصرًا لأنها تتيح إمكانية الاحتفاظ بجميع الإيميلات والبيانات واستضافتها على سيرفرات الشركة الخاصة بك، أي يتم تخزينها محليًا على وحدات تخزين شركتك، وبالتالي تستطيع الوصول إليها دون اتصال بالإنترنت واستخدامها في أي وقتٍ ولأي غرضٍ كان، وذلك بعكس خدمة مثل الـ Gmail، والتي تُخزن الإيميلات على سيرفرات خارجية تابعة لجوجل وتكون المالك الوحيد لجميع النسخ الاحتياطية من الإيميلات، فإذا ضاع بريد إلكتروني على "جيميل"، لن تستطيع – غالبًا – أن تستعيده ما لم تكن مُحتفظًا بنسخة منه منذ البداية.
بعيدًا عن التخزين المركزي للإيميلات، تُقدم الأداة باقة كبيرة جدًا من المميزات التي تجعلها خير بديلٍ للخدمات الأخرى؛ بدايةً، تأتي بواجهة استخدام سهلة ومُنَمَّقة، بالضغط على أيقونة "New" الموجودة بهذه الواجهة، ستبدأ المميزات بالإتضاح. تحتوي eM Client على قوالب مُعدة مسبقًا تساعدك على كتابة إيميلات بضغطة زر واحدة، كما تحتوي على أداةِ مراجعة لغوية تُجنبك الأخطاء المحرجة، وأيضًا تمتلك مُترجمًا يدعم كل اللغات تقريبًا لكسر حاجز اللغة.
كان ذلك بالنسبة للمميزات غير الموجودة بالخدمات الاعتيادية، أما عن المميزات المُعتادة مثل إرفاق المستندات والصور والفيديوهات والمقاطع الصوتية بالإيميلات، فموجودةٌ بالطبع، وإن كان حجم هذه الملفات كبيرًا، فبإمكانك أن ترفعها أولًا على خدمة سحابية مثل Google Drive أو Dropbox، تأخذ الرابط الخاص بها، ثم تُرسله في الإيميل.
بالعودة إلى المميزات غير الاعتيادية، فسنجد أن eM Client يُتيح تشفير الإيميلات المُرسلة والمُستَقبَلة لمزيد من الخصوصية، ولكن حتى بدون تفعيل تشفير الرسائل فلا يمكن بأي حال من الأحوال حتى لمطوري الأداة أنفسهم الاطلاع عليها. والميّزات التنظيمية به رائعة، فبغض النظر عن فلترة الرسائل المزعجة Spam وإرسالها صندوق مُخصص لها، يحتوي eM Client على أدوات تنظيمية عادةً ما نحتاج إلى تطبيقات منفصلة لاستخدامها مثل إمكانية إنشاء قوائم الـ "to-do"، وإعداد تقويم بالمواعيد المهمة والحصول على تنبيهات، والشيء الجيد أن التقويم هنا متوافق مع أشهر برامج المقابلات مثل Google Meet، وZoom، وMicrosoft Teams، وغيرهم.
أيضًا من المميزات التنظيمية الرائعة للغاية بـ eM Client، ونُركز على المميزات التنظيمية لأنها أهم شيء في هكذا خدمات، هي إمكانية تدوين الملاحظات بشكل جذاب ومُرتَب حيث تستطيع تعزيزها بصورٍ أو هاشتاجات أو حتى مزامنتها عبر الأجهزة المختلفة، وهذا ما ليس متوفرًا بالكثير من تطبيقات تدوين الملاحظات أساسًا.
وتتيح الأداة لمستخدميها إمكانية إدارة جهات الاتصال وتخزينها وعرض تاريخ الدردشات معهم، نعم فهذه الخدمة بها ميزةٌ للدردشة مع الآخرين وكأنها وسيلة من وسائل التواصل، والدردشات هنا ليست نصية فقط، حيث يمكن إرسال أنواع مختلفة من الوسائط. وأخيرًا وليس آخرًا، يتمتع تطبيق eM Client بميزة تفتقدها الكثير من الخدمات الأخرى حقًا، وهي ميزة التراجع عن إرسال بريدٍ ما، فضلًا عن ميزة "مؤشر القراءة" التي تتيح لك الحصول على تأكيدًا بالبريد الإلكتروني بمجرد قراءة المستلم لرسالتك.
ثانيًا: أهم مميزات تطبيق eM Client
لفترة طويلة من الزمن، ظل برنامج eM Client محصورًا على الاستخدام المكتبي فقط، بمعنى أن المستخدم مقيد بإدارة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به عبر البرنامج المُثبت على الكمبيوتر أو اللابتوب خاصته. إلا ان هذا تغير أخيرًا بعد طرح نسخة الهاتف المحمول والمتوفرة مجانًا على كلًا من متجر Play Store لهواتف أندرويد، وكذلك App Store لمُستخدمي هواتف آيفون أو أجهزة آيباد. بفضل ذلك، يمكن للبرنامج مزامنة الرسائل مع التطبيق على الهاتف للعمل ككيان واحد.
يقدم التطبيق باقة كبيرة جدًا من المميزات التي تجعله خير بديلٍ للتطبيقات الأخرى؛ بدايةً، يأتي التطبيق بواجهة استخدام سهلة ومُنَمَّقة، فبمجرد تحميل التطبيق على هاتفك سيُطلَب منك أن تضيف حسابًا "Add Account" أو تستورد بيانات الأداة من نسخة الحاسوب "Migrate from desktop" عن طريق الـ QR Code. لنقل إنك ستربط التطبيق بحسابك على Gmail، بعد أن تفعل يمكنك إضافة حساب بريد إلكتروني آخر لتتمكن من إدارتهم معًا عبر نفس الواجهة.
خلال إعداد الحساب، سيعرض عليك التطبيق تفعيل ميزات التشفير لحماية محادثاتك باستخدام خوارزمية PGP (اختصارًا لـ Pretty Good Privacy) والتي توفر تأمين قوي عند إرسال واستقبال الرسائل وحماية خصوصيتك. يمكنك ببساطة تعيين كلمة سر مكونة من حروف وأرقام، وفيما بعد عند إرسال رسالة جديدة وتفعيل ميزة التشفير بها، سيتم مطالبتك بإدخال كلمة السر كلما أردت مطالعة محتوى الرسالة داخل التطبيق او حتى على برنامج eM Client على الكمبيوتر.
بعد الانتهاء من إعداد الحساب، ستظهر الواجهة الرئيسية مستعرضة قائمة برسائل البريد الإلكتروني التي تم استيرادها من خدمة البريد التي تستخدمها. يمكنك التعامل مع الإيميلات كما تعودت، ولكن ربما عبر واجهة أكثر بساطة وسهولة. سيرسل التطبيق إشعارات فورية برسائل البريد الإلكتروني الجديدة على جهازك، وستستطيع أن تستفيد من مميزات التطبيق عن طريق الدخول إلى أي إيميل والضغط على أيقونة النقاط الرأسية الثلاثة بالأعلى واختيار أي ميزة من القائمة التي ستظهر أمامك، ولتكن ميزة التذكير (Snooze) مثلًا والتي تتيح تأجيل قراءة الرسالة لحين آخر حيث ستحصل على إشعار بضرورة قراءة الرسالة في الوقت الذي تحدده أو بعد مدة مُعينة.
كان هذا بالنسبة للإيميلات الواردة، أما بالنسبة للإيميلات التي تريد إرسالها، فاضغط على أيقونة "New" الملونة بالبرتقالي ثم ألقِ نظرة على شريط الأدوات السفلي وستجد به كل ما ستحتاجه من مميزات، مثل تخصيص لون وحجم النص وتفعيل مؤشر القراءة، وخاصية Watch for Reply الحصرية في هذا التطبيق والتي تمكنك من الحصول على إشعار إضافي عند وصول رد من المستلم بعد إرسال البريد الإلكتروني، مع إمكانية تعيين تذكير لإعلامك بعدم وجود رد خلال فترة معينة.
أيضًا لو ذهبت لواجهة التطبيق الرئيسية ستجد بالأعلى أيقونة الفلترة، بالضغط عليها ستظهر أمامك مجموعة جديدة من المميزات منها الرسائل المُشفرة "والتاجات" الخاصة بتصنيف الإيميلات من الخاصة بالعمل إلى الشخصية إلى الدراسية، وكلٌ بلون مميز. وإذا ضغطت على صورة الملف الشخصي الدائرية أعلى اليسار لعرض قائمة "الفولدرات" ستجد هناك ما يُسمى بالـ All Inboxes وهي ميزة أخرى حصرية في التطبيق، إذ تمُكنّك من الاطلاع على البريد الوارد لكل حسابات البريد الإلكتروني المُسجلة على التطبيق عبر قائمة واحدة، وبالتالي تستطيع قراءة رسائلك الجديدة من حسابات عديدة بسهولة.
ميزة أخرى اعجبتنا في التطبيق وهي الترجمة الفورية لرسائل البريد الإلكتروني، فإذا وصلتك رسالة مكتوبة بلغة غير لغتك الأم، سيعمل تطبيق eM Client على كسر حاجز اللغة لترجمة محتوى الرسالة تلقائيًا إلى لغتك الأم مع الحفاظ على تناسق الخط لسهولة القراءة.
بشكل عام، يقدم تطبيق eM Client مميزات كثيرة، صحيح لا تُقارن بالمميزات الموجودة في نسخة الكمبيوتر، ولكن أمر طبيعي كونه مازال حديث العهد! ولكن يجب أن تعرف أن بعض مميزات eM Client على الويندوز أو الماك مدفوعة، وذلك بعكس التطبيق المجاني على نظامي الأندرويد والـ iOS.
ثالثًا: ما تحتاج معرفته عن استخدام تطبيق eM Client
صحيح هناك الكثير من تطبيقات إدارة البريد الإلكتروني التي تتمتع بالبساطة وكثير المميزات، لكن على ما يبدو أن eM Client لن يكون مجرد خيار إضافي في قائمة هذه التطبيقات أو "كمالة عدد" إن صح التعبير، بل تطبيق ذو شيء خاص سيجذب المستخدمين نحوه للاستغناء عن التطبيقات الافتراضية الأخرى. لقد كنا سعداء باختبار النسخة الداخلية (الخاصة) من التطبيق أثناء تطويره في مرحلة الـ Beta لنزود الشركة ببعض المقترحات حول ما يمكن تحسينه أو إضافته قبل طرح النسخة العامة، وبالفعل تمت الاستجابة لمعظمها وسيتم تحديث التطبيق بمرور الوقت للحفاظ على نفس التجربة السلسة كما هو الحال في إصدار "الديسك توب".
يحتوي تطبيق eM Client حاليًا على ميزات إدارة البريد الإلكتروني التي تجدها في التطبيقات الأخرى وأكثر، ولكن هذا ليس ما تخطط الشركة المطورة للوقوف عنده، حيث تعد بأن أدوات مثل التقويم وجهات الاتصال والوظائف الأخرى، الموجودة في إصدار الكمبيوتر، ستتوفر قريبًا في تطبيق الهاتف لتتمكن من تنظيم المهام والأحداث على نحو أفضل وأكثر تناسقًا.
تعليقات
إرسال تعليق