أصبحت أجهزة الكمبيوتر الشخصيّة المُخصّصة للألعاب أكثر رواجًا وانتشارًا بين
قطاعات أوسع من مُستخدمي الكمبيوتر حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية،
ممّا دفع كبرى الشركات المطوّرة لأجهزة وبرمجيّات الكمبيوتر في العالم لأن توليها
اهتمامًا خاصًّا، وتُنفق ميزانيّات ضخمة في محاولات تحسين أداء هذه الأجهزة
وتطوير البنية التحتيّة اللازمة لتشغيل تطبيقات الألعاب فيها حتّى تفي باحتياجات
اللاعبين.
توفّر كمبيوترات ولابتوبات الألعاب بيئة لعب تنافسيّة ذات طابع اجتماعيّ، حيث
تسمح للمُستخدم بالوصول إلى الألعاب متعددة اللاعبين التي يتشارك فيها اللاعب نفس
الفضاء الرقميّ مع العديد مع الأصدقاء واللاعبين الآخرين. تتطلّب بعض الألعاب
مزايا وإمكانيّات خاصّة، مثل ألعاب الرماية التنافسيّة التي تحتاج إلى شاشات ذات
جودة عالية (4K أو أكثر) تُتيح دقّة عالية في التصويب. وبوجه عام، ينبغي أن يحتوي
الكمبيوتر وحدة معالجة رسومية تساهم في توفير استجابة سريعة للمُدخلات في الألعاب
وجعل زمن انتقال النظام قصيرًا قدر الإمكان. من هذا المنطلق، أطلقت شركة NVIDIA
مبادرة Frames Win Games
والتي تمنح مُستخدمي بطاقاتها الرسومية RTX 40 ميزة تنافسية يتجلى تأثيرها في
ألعاب التصويب بوضوح وهي NVIDIA Reflex فدعونا نستعرض ماهيتها إنطلاقًا من السطور
الآتية.
ما هي تقنية إنفيديا ريفليكس؟
في البداية وقبل أن نتطرّق لشرح ماهيّة تقنية إنفيديا ريفليكس وكيفيّة عملها، يجب
أن نعرف بعض المفاهيم الهامّة. بادئ ذي بدء، لنفترض أنّك تلعب إحدى ألعاب
الكمبيوتر التنافسيّة متعدّدة اللاعبين مثل اللعبة القتاليّة الشهيرة "كول أوف
ديوتي". والآن لنرى ما يحدُث عند تشغيل اللعبة:
عندما نقوم بتشغيل لعبة تتضمّن عناصر رسوميّة مُكثّفة مثل لعبة كول أوف ديوتي،
يقوم المعالج بتهيئة الإطارات ووضعها في قائمة انتظار حتّى تعمل البطاقة الرسومية
(GPU) على عرضها على الشاشة. وبمُجرّد أن تبدأ في اللعب، فإنّك تستغرق وقتًا في
توجيه المؤشّر والنقر على أزرار الماوس أو لوحة المفاتيح لإدخال أوامرك إلى
الكمبيوتر قبل أن يقوم بمعالجتها، يُعرف هذا الوقت باسم "زمن التأخير".
يبدأ الكمبيوتر بعد ذلك في إرسال أوامرك إلى اللعبة لمعالجتها، وتستغرق هذه
العمليّة فترة زمنيّة تُعرف باسم "زمن انتقال اللعبة". يقوم كرت الشاشة بعد ذلك
بمُعالجة أوامرك ويستدعي الإطار المُناسب وفقًا لكُلّ أمر منها من بين إطارات
قائمة الانتظار، وتستغرق هذه العمليّة وقتًا يُعرف باسم "زمن استجابة قائمة
الانتظار". يستغرق هذا الإطار بدوره فترة زمنيّة بدءًا من استدعائه من قائمة
الانتظار، وحتّى ظهوره على الشاشة، وهو ما يُعرف باسم "زمن انتقال العرض".
يُمكن جمع كُلّ من زمن التأخير، وزمن انتقال اللعبة، وزمن استجابة قائمة
الانتظار، وزمن انتقال العرض معًا لكي ينشأ عن مُحصّلة جميع الفترات الزمنيّة
السابقة مُصطلحًا جديدًا هو "زمن انتقال النظام" System Latency، والذي يُشير إلى
الفترة الزمنيّة التي تمضي ما بين إدخال اللاعب للأوامر عبر الماوس أو لوحة
المفاتيح أو ذراع التحكُّم وبين ظهور الاستجابة على شاشة كمبيوتر الألعاب.
في حالة لُعبة كول أوف ديوتي على سبيل المثال، يُمكن اعتبار وقت انتقال النظام هو
الوقت الذي يمضي ما بين توجيه المؤشّر وضغطك على زرّ الماوس لالتقاط هدف مُعيّن
يظهر على الشاشة، وما بين اختفاء هذا الهدف من مكانه على الشاشة بعدما أصبح في
حوزتك بالفعل.
ويُمكن القول بأنّ أفضل أجهزة الكمبيوتر الجديرة بالاستخدام في لعب
الألعاب التنافسيّة هي التي يقلّ فيها زمن انتقال النظام حتّى لا يكاد يتجاوز بضع
أجزاء من الألف من ثانية (ميللي ثانية) إذ يُمكن للميللي ثانية الواحد أن يُحدث
تأثيرًا فارقًا في مسار اللعبة، ففي لعبة كول أوف ديوتي على سبيل المثال يكفي أن
تتأخّر في الحركة لميللي ثانية واحد فقط كي يتمكّن قناص الخصم من إصابتك بطلقاته
وتخسر اللُعبة.
يعتمد زمن انتقال النظام في حالة الألعاب التنافسيّة على مجموعة كبيرة من العوامل
من بينها شاشة الكمبيوتر وأجهزة الإدخال وبطاقة الرسوميّات ووحدة المعالجة
المركزيّة الخاصّة بالكمبيوتر، وسُرعة الاتّصال بشبكة الإنترنت، وحتّى برامج
تشغيل اللعبة نفسها.
تستخدم تقنية
NVIDIA Reflex
حزم أدوات تطوير البرمجيّات "SDK"، وتهدف بشكل رئيسيّ إلى تحسين أداء اللاعبين في
ألعاب الكمبيوتر التنافسيّة عن طريق تقليل زمن انتقال النظام إلى أقصى حدّ مُمكن
مُعتمدة في ذلك على المعالج الرسومي القوي من فئة RTX 40 بالإضافة إلى دعم شاشة
العرض إلى تقنية G-SYNC إلى جانب مجموعة من تقنيات البرمجة التي تُساهم في قياس
وتقليل زمن انتقال النظام، مما يسمح لشاشة الكمبيوتر والكمبيوتر نفسه بالاستجابة
بشكل أسرع بنسبة تصل إلى 80% لمدخلات الماوس ولوحة المفاتيح وذراع التحكُّم، وهو
ما يُحسّن أداء اللاعب بشكل ملحوظ ويُمكّنه من إصابة أهدافه أثناء اللعب بصورةً
أسرع وبدقة أكبر.
تعمل تقنية إنفيديا ريفليكس بصورة أفضل من غيرها مع ألعاب إطلاق
النار من منظور الشخص الأول مثل ألعاب Apex Legends وValorant وCall of Duty
وFortnite وغيرها.
على سبيل المثال، يمكننا أن نرى من خلال الفيديو أعلاه تأثير التقنية في لعبة
حديثة كـ Overwatch 2 حيث يقل وقت استجابة النظام بنسبة تصل إلى 60% مما يوفر
اقتناص الأهداف بصورة أسرع، وأوقات رد فعل أسرع، وأفضل دقة في التصويب. بل وفي
حال كنت تستخدم كرت من فئة GeForce RTX 40 يمكن ان يصل انخفاض الاستجابة إلى 8
مللي ثانية، والحصول على معدل إطارات يزيد عن 500 إطارًا في الثانية على دقة 1440
بكسل.
كيفيّة عمل تقنية إنفيديا ريفليكس
على الرغم من أن قوائم انتظار الإطارات التي يضعها المعالج المركزي تسمح لكرت
الشاشة بأن يكون له وصول سريع دائم للإطارات، وهو ما يُمكنه من زيادة معدل
الإطارات التي يتم عرضها إلى الحدود القصوى، إلّا أن هذا يكون على حساب زمن
انتقال النظام الذي يزداد بسبب استهلاك المزيد من الوقت في جلب واستدعاء الإطارات
من قائمة الانتظار قبل أن يتمّ عرضها. وهنا يأتي دور تقنية إنفيديا ريفليكس التي
تعمل على تقليل زمن انتقال النظام عن طريق الاستغناء تمامًا عن قائمة انتظار
العرض، وتُركّز بدلًا من ذلك على مزامنة وحدة المعالجة المركزية مع وحدة معالجة
الرسومات بصورة مثاليّة، ومن ثمّ تقوم بطاقة الرسومات بعرض الإطارات التي تصلها
من وحدة المعالجة المركزية مُباشرةً وبصورة فوريّة فيقلّ زمن الانتقال الإجمالي
للنظام.
وإلى جانب إلغاء زمن استجابة قوائم الانتظار، تُساهم هذه المُزامنة أيضًا في
تخفيف الضغط على المعالج، والتي لم تعُد بحاجة لتهيئة ووضع قوائم الانتظار فيقلّ
زمن انتقال اللعبة، وهو ما يُؤدّي بدوره إلى مزيد من الانخفاض في زمن انتقال
النظام. على أنّ تقنية إنفيديا ريفليكس تعمل على تحسين أداء الألعاب بصورة أكثر
كفاءة في حالة شاشات الكمبيوتر ذات مُعدّل الإطارات المُنخفض نسبيًّا، نظرًا
لأنّه في حالة مُعدّلات الإطارات المُرتفعة، والتي قد تصل إلى 100 إطار/ثانية،
يكون الانخفاض في زمن انتقال النظام ضئيلًا ومحدود بوحدة المُعالجة المركزيّة حيث
لا وجود لقوائم الانتظار.
تعتمد تقنية إنفيديا ريفليكس على مكوّنين رئيسيّين، أحدهما محلل زمن انتقال
النظام
Reflex Latency Analyzer، وهو أداة لقياس زمن انتقال النظام يمكنها اكتشاف النقرات القادمة من الماوس أو
أزرار لوحة المفاتيح ثم قياس الوقت الذي يستغرقه ظهور الاستجابة النهائيّة للأمر
على الشاشة. أمّا المكوّن الآخر فيكون عبارة عن مجموعة من واجهات برمجة التطبيقات
المخصّصة لمطوري الألعاب، والتي تسمح لهم من خلال دمجها في ألعابهم بتقليل وقت
زمن انتقال النظام. يُمكن العثور على محلل زمن انتقال النظام مُدمجًا في الوقت
الحالي في
الشاشات الداعمة لتقنية NVIDIA G-SYNC
بالإضافة إلى بعض الأجهزة الطرفية المُستخدمة للعب الرياضات الإلكترونية من Asus
و Logitech وRazer وSteelSeries.
من يُمكنه الاستفادة من تقنية إنفيديا ريفليكس
يُشترط في جهاز كمبيوتر كي يكون صالحًا لاستخدام تقنية إنفيديا ريفليكس للألعاب
والاستفادة منها ما يلي:
- أن يحتوي على وحدة معالجة رسومات حديثة بدءًا من عائلة GTX 900 والأنواع الأحدث حتى RTX 40.
- أن يتّصل بشاشة عرض متوافقة ذات مُعدّل تحديث عالي وتتضمّن محلل زمن الانتقال المدمج.
- أن يتّصل بماوس متوافق مع التقنية.
تضمن أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم وحدات معالجة رسومات من سلسلة RTX 40 الحصول
على أفضل تجربة من التقنيّة، ويسمح محلل زمن الانتقال المدمج Reflex Latency
Analyzer الجديد الخاصّ بشركة إنفيديا للمستخدمين بقياس زمن انتقال النظام من طرف
إلى طرف على الشاشات المتوافقة مع التقنية.
ألعاب تدعم تقنية إنفيديا ريفليكس
تستخدم تقنية إنفيديا ريفليكس حزم أدوات تطوير البرمجيّات "SDK"، أي أن مطورو
ألعاب الفيديو يحتاجون إلى دمج تقنية إنفيديا ريفليكس في ألعابهم لكي يستفيدوا من
مزاياها. وبالتالي، فحتى إذا كان لديك شاشة وبطاقة رسومات متوافقة مع التقنية في
الكمبيوتر الذي تستخدمه للألعاب، فلا بُد أن تكون التقنية مدعومة في اللعبة.
يوجد
في الوقت الحالي أكثر من 150 لعبة تدعم تقنية إنفيديا ريفليكس بصورة أو بأخرى،
بعضها يقتصر عمل التقنية فيها على تقديم إحصائيات زمن انتقال النظام فقط، بينما
يوفّر البعض الآخر مزايا أكثر تقدّمًا فيدعم عمل محلل زمن انتقال النظام الذي تم
تكوينه تلقائيًا، ويعمل على تقليل زمن الانتقال لتحسين الأداء التنافسيّ للاعب.
ويوفّر موقع NVIDIA
قائمة بأسماء الألعاب التي تدعم التقنية
في الوقت الحالي. تضمّ القائمة ألعاب فيديو شهيرة مثل Valorant وCall of Duty:
Warzone وApex Legends وFortnite وOverwatch وRainbow Six: Siege، ومن المُنتظر
أن يُضاف للقائمة مزيد من الألعاب التي تدعم التقنية في المُستقبل القريب.
كيفيّة تفعيل تقنية إنفيديا ريفليكس في الألعاب الفردية
يُمكن أن تختلف طريقة
تفعيل تقنية إنفيديا ريفليكس في الألعاب الفردية
التي تدعم هذه التقنية تبعًا لواجهة كُلّ لعبة، ولكن في معظم الحالات يُمكن تفعيل
تقنية إنفيديا ريفليكس في الألعاب عن طريق فتح قائمة إعدادات اللعبة والانتقال
إلى "إعدادات الفيديو" أو "إعدادات الرسومات"، ثُمّ الضغط على "الخيارات
المُتقدمة"، وتمكين الخيار "Reflex" أو "Nvidia Reflex" إما من خلال الضغط على
"On".
تحتوي بعض الألعاب أيضًا على خيار منفصل يسمى "Nvidia Reflex + Boost"، والذي
يمكن أن يؤدي تمكينه إلى تحسين أداء وحدة معالجة الرسومات لتقليل زمن الوصول بشكل
أكبر. يُعد وضع Reflex Low Latency بمثابة تقنية خاصة تتطلب استخدام بطاقة رسومات
خاصّة بشركة إنفيديا.
بطاقات RTX 40 توفر أداء رسومي فائق في الألعاب
عندما يحين وقت اللعب، فإن أجهزة الحاسوب التي تعمل بتقنيات NVIDIA GeForce RTX
هي الخيار الأمثل للأداء الأقصى والجودة العالية للرسوم وسلاسة العرض على الشاشة.
تحقق تعريفات
GeForce Game Ready Drivers
أفضل تجربة للمستخدم منذ اليوم الأول لإطلاق اللعبة أو قبيل الإطلاق، حيث تتم
تهيئة وحدات المعالجة الرسومية بالتعاون مع المطورين واختبارها على آلاف
الإعدادات المختلفة لضمان أقصى قدر من الأداء والاعتمادية. كما تتضمن برامج
التشغيل أدوات يمكنها تحسين إعدادات اللعبة بنقرة واحدة.
وفي السياق ذاته، يمكن للطلاب الاستفادة من تقنية
DLSS 3
التي تعد ابتكارًا متميزًا يقوم على تقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع الدقة الرسومية
على الشاشة مع الحفاظ على جودة الصورة في الوقت ذاته، وذلك بمساعدة الذكاء
الاصطناعي لتقديم جودة صورة رائعة وما يصل إلى 4 أضعاف في معدلات الإطارات على
دقة العرض الأصلية. ففي لعبة Diablo IV مثلًا تقوم التقنية برفع معدل الإطارات من
95 إطارًا إلى 229 إطارًا في الثانية على بطاقة RTX 4090 عند تشغيل اللعبة على
دقة 4K وهو أمر جنوني بلا شك.
بشكل عام، NVIDIA Reflex هي تقنية واحدة من التقنيات المتعددة الموجودة في بطاقات
RTX 40 والتي تشكل منصة للألعاب والرياضات التنافسية التي توفر أسرع وأكثر
استجابة للألعاب، مما يعطي ميزة تنافسية للاعبين الطامحين في فرصة أكبر للفوز.