5 أشياء عليك أن تُفكر جيّدًا قبل شرائها عن طريق الإنترنت

هناك أشياء متوفرة للشراء اونلاين يمثل شرائها عمليّة محفوفة بالمخاطر، في هذا المقال نسرد أمثلة على بعض هذه الأشياء ولماذا يجب تجنب شرائها من الانترنت.
الشراء عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة أستحوذ على نصيب لا بأس به من الأنشطة الشرائيّة للأفراد في جميع أنحاء العالم. ساهم في ذلك كثرة وتنوّع البائعين وتُجّار التجزئة والشركات التي تُقدّم خدمات الشراء اونلاين، كذلك تنوّع طُرق الدفع التي يُتيحونها فوجد كثير من المُستهلكين ضالّتهم فيها خاصّة في عالم اليوم حيث يتحرّك كُل شيء بسُرعة ولا وقت عند الكثيرين للتجوّل في الأسواق والمحال التُجاريّة لساعات في سبيل اختيار وشراء كُل مُتطلّباتهم.

غير أنّ بعض المُستهلكين الآخرين لا يزالوا مُتشكّكين وينتابهم القلق حيال عمليّات الشراء عبر الإنترنت التي تنطوي بطبيعة الحال على قدر أكبر من مخاطر التعرّض للاحتيال والغشّ التِجاريّ، وخاصّة لآولئك الدين يستخدمون مواقع وتطبيقات شراء غير معروفة وليست أهلًا للثقة.


بوجه عام، فإنّ الشراء عبر الإنترنت قد يكون خيار رائع ومُريح للغاية في بعض الأحيان، كما أنّه قد يكون الخيار الوحيد المُتاح في بعض الحالات مثل شراء تطبيقات الهاتف وبعض برمجيّات الكمبيوتر، ولكن تظلّ هُناك العديد من الأشياء والسلع والخدمات التي ينبغي أن يُفكّر المرء جيّدًا ويلتزم الحرص قبل أن يقوم بشرائها عبر الإنترنت، وفيما يلي نسرد بعض هذه الأشياء، ونُفنّد الأسباب التي تجعل من شرائها عبر الإنترنت عمليّة محفوفة بالمخاطر.

  فكّر جيّدًا قبل شراء هذه الأشياء عبر الإنترنت

  الأدوية والمُكمّلات الغذائيّة


هُناك فوارق واضحة بين المُنتجات الدوائيّة وبين المُكمّلات الغذائيّة مثل مُنتجات الأعشاب وبعض المعادن والفيتامينات ومُنتجات التخسيس وإنقاص الوزن والمُنتجات التي تهدف إلى رفع مستويات الطاقة في الجسم، فبينما تُنظّم صناعة الأدوية بقوانين صارمة ويلزمها المرور بمراحل اختبار مُحدّدة والحصول على الموافقات من جهات دوليّة ومحلّية عديدة قبل تداول أيّ مُنتج دوائيّ في الأسواق تتصرّف صناعة المُكمّلات الغذائية بنمط مُغاير لذلك حيث لا تُوجد حتّى الآن قوانين تُنظّمها بشكلٍ كافٍ، ولا تمُرّ بنفس مراحل الاختبار قبل تداولها في الأسواق.


وتعُجّ شبكة الإنترنت بالكثير من الإعلانات عن مُنتجات لمُكمّلات غذائيّة تكون أكثرها دعايات مُضلّلة تحاول خداع المُستهلك وبيع مُكمّل غذائيّ له باعتباره دواء يُعالج حالة طبّية مُعيّنة بينما لا يكون المُنتج قد خضع أصلًا لتجارب سريريّة كافية تختبر فاعليّته كعلاج لكي تُثبت هذا الادّعاء. وحتّى إن تغاضينا عن مدى فاعليّة المُنتج كعلاج، فإنّنا لا نزال عرضة للاحتمال الأسوأ وهو إمكانيّة أن تُسبّب بعض هذه المُنتجات أضرارًا صحّية إمّا نتيجة إساءة الاستخدام أو لوجود عيب في المُنتج ذاته، وخاصّة تلك المُنتجات التي يتمّ شرائها من جهات مجهولة عبر شبكة الإنترنت فغالبًا ما تكون مستوردة من شركات غير مُعترف بها وغير موثوقة.

وقد كشفت أبحاث معامل شركة كونسيومر لاب الأمريكيّة "ConsumerLap" عن احتواء بعض مُكمّلات سبيرولينا الغذائيّة المُتداولة على نطاق واسع في الأسواق العالميّة على موادّ ضارّة تضمّنت بعض المعادن الثقيلة وبكتيريا السالمونيلا والفطريّات السامّة، لذا ينبغي الحرص دائمًا على شراء مُنتجات المُكمّلات الغذائيّة فقط من شركات ذات سمعة طيّبة ومن بائعين معروفين في الأسواق، وعدم الانسياق وراء الدعايات المُضلّلة.

حتّى بالنسبة للأدوية والعقاقير الطبّية المعروفة والمتداولة في الأسواق بشكل قانونيّ، والتي يُفترض أنّها مرّت بجميع مراحل الاختبار وحصلت على كافّة الموافقات اللازمة من الجهات المعنيّة، فهُناك مُخاطرة كذلك تتعلّق بشرائها عن طريق الإنترنت إذا تمّ ذلك من خلال مواقع ومصادر غير معروفة وغير أهل للثقة، نظرًا لكثرة الشركات المجهولة التي تبيع عقاقير وأدوية مُقلّدة وزائفة، والتي عادةً ما تستخدم شبكة الإنترنت لبيع وترويج مُنتجاتها، وقد رصدت بعض التقارير الصحيّة من قبل على سبيل المثال تداول وبيع نسخة زائفة من دواء الإفرمكتين من خلال شبكة الإنترنت.

من الناحية العمليّة فإنك ستجد في مُحيطك دائما ما يكفي من صيدليّات أو مستشفيات تعمل طيلة اليوم، ودائمًا ما تُستثنى من قرارات الغلق والحظر حتّى في ظلّ أكثر الظروف صعوبة، ممّا يعني أنّك لست بحاجة لشراء مُنتجات الأدوية والعقاقير والمُستحضرات الطبّيّة عن طريق الإنترنت مُطلقًا، ولكن حين تقتضي الضرورة وتضطرّ لفعل ذلك، فاحرص على الشراء من مصادر موثوق بها مثل الصيدليّات المعروفة حسنة السُمعة التي تُتيح خدمة البيع عبر الإنترنت.


  الأغذية والمأكولات



يُعتبر شراء السلع الغذائيّة والمأكولات عن طريق المتاجر الإلكترونيّة أيضًا عمليّة محفوفة بالمخاطر التي لا داعي لها، فعادة ما يحتاج المرء عند شراء ما يأكله أو يشربه إلى إلقاء نظرة على تاريخ إنتاج السلعة ومُدّة صلاحيّتها للتأكّد من أنّها لا تزال صالحة للتناول قبل الشراء. يُمكن أن تمتدّ صلاحيّة بعض السلع الغذائيّة إلى شهور وسنوات، ولكن بعضها الآخر قد لا تزيد مُدّة صلاحيته عن بضع أيام، وفي حالة شراء هذه المُنتجات عن طريق الإنترنت فقد تستغرق عمليّة شحن وتوصيل المُنتج عدّة أيّام، ومن المُحتمل أن تنتهي صلاحيّة المُنتج الغذائيّ خلال هذه الفترة أو يفسد بسبب عدم توافر ظروف التخزين المُناسبة له، وهذا إن افترضنا أنّ صلاحيّة المُنتج كانت لا تزال سارية وقت طلبه عبر الإنترنت من البائع نفسه.

  الأشياء المُستعملة



تُتيح العديد من المنصّات والمواقع والأسواق الإلكترونيّة للأفراد إمكانيّة عرض مُمتلكاتهم وأشيائهم المُستعملة على شبكة الإنترنت لكي يسهل وصول المُشترين إلى هذه الأشياء. تفرض سياسات بعض هذه المواقع والمنصّات التي تعمل كوسيط بين الأفراد بعض الشروط والضمانات لحماية حقوق كُلّ من البائع والمُشتري من خلال الموقع مثل موقع إي باي الشهير، والتي قد يكون من بينها أن يلتقي البائع بالمُشتري واقعيًّا وجهًا لوجه، والتي لا تكون ضمانات كافية في بعض الأحيان، بل إن بعض المواقع والنصّات لا توفّر أيّة ضمانات على الإطلاق فيسهل استخدامها في عمليّات الغش أو الاحتيال والنصب الإلكترونيّ.

وحتّى تلك المُقابلات الواقعية التي تتمّ بين المُشتري والبائع برعاية بعض المنصّات والمواقع قد تُعرّض حياة أحدهما للخطر في بعض الأحيان مثلما حدث في مصر عام 2018 حين قُتل شاب بغرض السرقة بعدما ذهب لشراء جهاز لابتوب مُستعمل كان القاتل قد عرضه على موقع أولكس الشهير بسعر مُغرٍ.

وبالإضافة إلى الجانب الذي يتعلّق بسلامة وأمان الأفراد والأموال عند بيع وشراء الأشياء المُستعملة من أشخاص مجهولين، هُناك جانب آخر يتعلّق بدرجة جودة وأمان السلعة المُستعملة المعروضة ذاتها، حيث يفتقر بعض الأفراد إلى الأمانة في عرض مواصفات السلعة فيتحدّثوا عن إيجابيّاتها دون الكشف عن سلبيّاتها وعيوبها للمُشتري أملًا في العثور على مُشتري وبيع السلعة بسعر أفضل وبشكلٍ أسرع، كما أنّ بعض منصّات ومواقع بيع المُنتجات المُستعملة على شبكة الإنترنت تُعتبر بمثابة ملاذ آمن وخيار جيّد لبعض المُجرمين الراغبين في بيع الأشياء المسروقة التي قد لا يُفكّر المُشتري في كونها كذلك أو يسألهم عن مصدرها أو أيّة أوراق تُثبت كونهم المالكين الأصليين لها.

  الأجهزة والإلكترونيّات رخيصة الثمن



كثيرًا ما يعثُر الأشخاص أثناء بحثهم في مواقع التسوّق على شبكات الإنترنت عن الأجهزة والقطع الإلكترونيّة، كالكاميرات الرقميّة ومُلحقات الهاتف على سبيل المثال، على مُنتجات مُقلّدة وغير أصليّة أو من صُنع شركات غير معروفة تُحاكي مُنتجات أخرى باهظة الثمن لعلامات تُجاريّة معروفة، غير أنّها تكون معروضة بأسعار مُنخفضة قد تُغري المُستهلك بشرائها على الفور على الرغم من الشكوك التي تتعلّق بجودة المُنتج وكفاءة أدائه لعمله.

إنّ حصول مُنتج ما على تقييم مُرتفع أو على الكثير من التعليقات الإيجابيّة على شبكة الإنترنت لا يعني بالضرورة جودة هذا المُنتج، فكثيرًا ما تستخدم الشركات المغمورة تعليقات زائفة لترويج مُنتجاتها، وقد تُنفق بعض هذه الشركات المغمورة أيضًا القليل من الأموال لأشخاص وصُنّاع مُحتوى يقومون بالترويج لمُنتجاتها ويدّعون أنّهم مُستخدمين عاديّين قد جربوا استخدام هذه المُنتجات ووجدوها تتمتّع بجودة عالية ممّا يخدع أيضًا بعض الأشخاص ويدفعهم إلى شراء المُنتج.

بإمكانك أن تجد مثل هذه المُنتجات مُنخفضة الجودة قليلة التكلفة حتّى في أشهر المتاجر الإلكترونيّة ومواقع التسوّق العالميّة والتي تتمتّع بموثوقيّة عالية مثل أمازون، وعلى الرغم من ثمن المُنتج المُنخفض فقد تجد نفسك في النهاية تُضيع المزيد من الأموال نظير مُنتج تكتشف أنّه لا يؤدّي عمله على النحو المطلوب، أو تعطّل ويحتاج للإصلاح أو لم يعُد صالحًا للاستخدام نهائيًّا بعد فترة قصيرة من الشراء.


إن ثمن المُنتج المُرتفع مُقارنةً بمُنتج آخر رخيص الثمن بنفس المواصفات ويُقدّم نفس المزايا قد يُشير إلى عدّة أمور، مثل درجة الثقة التي تتحلّى بها العلامة التُجاريّة أو الشركة المُصنّعة، وجودة الخامات التي تستخدمها في التصنيع، وبالتالي العُمر الافتراضيّ للمُنتج، وكذلك إمكانيّة الحصول على شهادة ضمان تضمن خلوّ المُنتج من عيوب الصناعة وتمنح المُشتري الحقّ في استرجاع أمواله في حالة وجود عيوب أو أعطال بالمُنتج، وهو ما لا توفّره المُنتجات الرخيصة في غالبيّة الأحوال.

  الذهب والمجوهرات والتُحف الثمينة



يشتري الكثيرون السبائك والقطع الذهبيّة والمجوهرات كوسيلة لحفظ أموالهم أو كبديل عن استثمارها أو إيداعها في البنوك، حيث يستطيعون بيعها دون خسارة كبيرة إن احتاجوا لهذه الأموال في المُستقبل، كما أنّ هُناك بعض الأشخاص الذين يكونون مولعين بالمجوهرات والتُحف والعُملات التذكاريّة والأشياء الثمينة بشكلٍ خاصّ.

وقد وجدت تجارة المشغولات الذهبية والمجوهرات والتُحف والقطع التذكاريّة كغيرها من البضائع سبيلها إلى المنصّات والأسواق والمزادات الإلكترونيّة سواء عن طريق شركات وبائعين معروفين أو أفراد عاديين، ولكنّها قد تكون واحدة من أكثر فئات التجارة الإلكترونيّة عرضة لمخاطر عمليّات الاحتيال والغشّ بسبب عدم خبرة المُشتري ومعرفته الكافية في كثير من الأحيان بطرق التمييز ما بين القطع الأصليّة وبين القطع الزائفة أو المُقلّدة مع عدم إمكانيّة اللجوء لشخص مُتخصّص يقوم بفحص المجوهرات والتُحف الثمينة لكي يتأكّد من أصليّتها قبل إتمام الشراء.

لذا فمن المُهمّ تجنّب شراء مثل تلك الأشياء عبر الإنترنت إلّا إذا كان الشخص على دراية وخبرة جيّدة بهذا النوع من المُشتريات ويكون ذلك فقط من خلال البائعين والتُجّار الموثوقين وعبر منصّات توفّر درجة كافية من الحماية لحقوق المُشتري.

  نصائح عامّة قبل الشراء عبر الإنترنت


تمتلئ صفحات ومواقع الويب والتطبيقات على شبكة الإنترنت بالإعلانات التي تكاد تكون قوام هذه المواقع والتطبيقات، وأحد مصادر ربحها الرئيسيّة، خاصّة تلك التطبيقات أو المواقع أو الألعاب التي تُقدّم خدمات ووسائل ترفيهيّة بصورة مجّانيّة. إنّ تلك الإعلانات عادةً ما تُظهر أفضل ما في الخدمة أو السلعة المُعلن عنها لترغيب المُستهلك في شرائها وتتجاهل بالطبع التحدّث عن سلبيّاتها وعيوبها. ونحن في هذا المقال لا نهدف إلى إثناء القارئ عن شِراء أشياء بعينها، ولكنّنا نُقدّم بعض النصائح التي قد تكون ذات نفع قبل المُجازفة بأموالك وخوض تجربة الشراء من الأسواق الإلكترونيّة إذ ينبغي أن تُراعي ما يلي:

  • إذا وجدت إعلان عن مُنتج يبدو فيه المُنتج جيّد ومثاليّ إلى حدّ لا يُصدّق، فهو على الأرجح ليس بمُنتج جيّد على الإطلاق.

  • حاول الابتعاد عن الشراء عن طريق الأسواق الإلكترونيّة والمنصّات التي لا توفّر ضمانات كافية لحماية حقوق المُشتري أو مُعاملاته الماليّة مثل إعلانات الفيسبوك المموّلة.

  • تجنّب الشراء من مصادر وشركات وعلامات تجاريّة غير معروفة في الأسواق وغير معلوم مدى جودة وكفاءة مُنتجاتها إذ تظلّ الطريقة الأفضل للشراء عبر الإنترنت هي شراء المُنتجات والبضائع من بائعين موثوقين وشركات معروفة تتمتّع بسُمعة طيّبة في الأسواق وتُقدّم مع المُنتج أوراق كافية تضمن حقّ المُشتري مثل شهادات الضمان.

  • بعض المُنتجات لا يكون لها سوى بائع رسميّ وحيد مثل بعض برامج الحاسب وتطبيقات الهاتف وبعض الألعاب وتذاكر الفعاليات الرياضيّة والحفلات، غير أنّ بعض الجهات غير الرسميّة قد تحاول خداع المُستهلك وتزعم تقديم نفس الخدمة أو بيع نفس المُنتج له ويتّضح في النهاية أنّها ليست سوى عمليّة احتيال، لذا احرص على التأكّد من أنّك تشتري هذه المُنتجات عبر الإنترنت من البائع الرسميّ.

  • تجنّب شراء المُنتجات التي لا يُمكن التحقّق من أصليّتها وسلامتها أو صلاحيّتها للاستخدام قبل دفع المال ولا يُمكن إرجاعها وفقًا لسياسة البائع أو موقع التسوّق.
يارا فاروق
يارا فاروق
مهندسة كهرباء وكاتبة محتوى تقني بخبرة تزيد عن 6 سنوات، مهتمة بمجال التقنية، حصلت على خمسة جوائز من مؤسسة ويكيميديا في مسابقات كتابة المحتوى.
تعليقات

احدث المقالات