لماذا تتجه الشركات التقنية لتصنيع معالجاتها الخاصة حاليًا؟



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


في الماضي كانت شركات الهواتف الذكية تعتمد على جلب المعالجات لهواتفها من الشركات العالمية المتخصصة في تطوير وتصنيع الشرائح مثل كوالكوم، ومع ذلك في الفترة الأخيرة أصبحت معظم الشركات تتجه إلى إنتاج المعالجات الخاصة بها للهواتف والأجهزة الي تقدمها للمستخدمين، على سبيل المثال قامت شركة جوجل بإطلاق أول هاتف بمعالج مخصص من تطويرها وهو هاتف بيكسل 6 الذي تم إصداره خلال 2021، وبالإضافة إلى ذلك قامت أبل هي الأخرى بتصنيع معالجاتها الخاصة لأجهزة الماك التي تنتجها.

المعالج في الهواتف الذكية هو عبارة عن شريحة متكاملة (SoC) حيث تشمل كلًا من المعالج المركزي (CPU) ومعالج الرسوميات (GPU) بالإضافة إلى العديد من المكونات الأخرى الهامة مثل معالج الذكاء الاصطناعي وغير ذلك، ولكن ما الذي يدفع الشركات حاليًا إلى إنتاج معالجات مخصصة لأجهزتها؟ في الواقع هذا الأمر يحدث لسببين مهمين جدًا وفيما يلي نناقش معكم كلًا منهما بالتفصيل.


تناغم الهاردوير مع السوفتوير



إن الدافع الأساسي والأهم لإنتاج شرائح مخصصة حاليًا هو ملائمة الهاردوير مع السوفتوير، حيث أن كل شركة لديها البرامج والتطبيقات ونظام التشغيل الخاص بها وبالتالي فإنها سوف تقوم بتصنيع المعالج الذي يتلاءم تمامًا مع تلك البرامج بدلًا من محاولة تطوير البرامج طبقًا لمواصفات المعالجات المتوفرة في السوق، وهذه تعتبر ميزة قوية جدًا والتي استغلتها شركة Apple بنجاح منذ وقت طويل، حيث بدأت في تقديم هواتف الآيفون من عام 2007 بشريحة Apple APL0098 SoC ولا تزال الشركة متمسكة بهذا النهج حتى وقتنا الحالي حيث يأتي آيفون 13 بشريحة A15 Bionic الخاصة بأبل أيضًا.

هذه الطريقة ساعدت شركة أبل على إنتاج أجهزة قوية تعمل بأنظمة أكثر كفاءة، وتلك الكفاءة أدت إلى سرعات أعلى في أداء الأجهزة مما أدى في النهاية إلى تجربة أكثر سلاسة بالنسبة للمستخدمين، وبالإضافة إلى ذلك أصبح بإمكان هواتف الآيفون القديمة تلقى أحدث إصدارات نظام iOS بالمميزات الخاصة به حيث يعمل iOS 15 حاليًا على هواتف آيفون 6 القديمة، وحتى بالرغم من أن هواتف آيفون تأتي دائمًا بمواصفات أقل من حيث الأرقام بما في ذلك الرام وسعة البطارية إلا أنها تقدم أداءً أفضل من معظم هواتف الاندرويد وذلك لأن Apple هي التي تقوم بتصميم كل شيء في الهاتف.

وبالإضافة إلى تلك المميزات، يساعد هذا النهج على جعل الأجهزة الذكية أكثر أمانًا، فعندما تقوم كل شركة بإنتاج معالجاتها الخاصة فإنها سوف تتمكن من سد أي ثغرات أمنية بشكل أكثر فعالية، وعلى الرغم من أبل كانت تعتمد على معالجات خارجية لفترة طويلة في أجهزة الماك الخاص بها مثل معالجات شركة إنتل إلا أن أحدث أجهزة الماك التي تعمل بمعالجات M1 تقدم أداءً أفضل بكثير وأسرع من الإصدارات السابقة بالإضافة إلى كونه أكثر أمانًا.


تخصيص المعالج حسب احتياجات الأجهزة



في أحدث هواتفها الذكية، قامت شركة جوجل بالاعتماد على معالج Tensor SoC الخاص بها بدلًا من شراء المعالجات من كوالكوم وذلك في هاتف بيسكل 6 وبيكسل 6 برو، وقد كان الهدف الرئيسي لقيام الشركة بذلك هو التحكم بشكل أكبر في معالج الذكاء الإصطناعي في الهواتف الخاصة بها مما أدى إلى إضافة العديد من المميزات الهائلة في هواتف بيكسل 6 غير متوفرة إطلاقًا في الهواتف المنافسة لها، وأهمها هو تقنية التعرف على الصوت التي تعمل بشكل ممتاز.

كما توجد هناك العديد من المميزات التي يمكن أن تحصل عليها الشركات من وراء تصنيع معالجات خاصة بها بما في ذلك التحكم في باقي مكونات الهاتف بشكل أكثر دقة وكذلك إمكانية تخصيص الشكل العام والتصميم الخارجي للهاتف، ليس ذلك فحسب بل إن هذا يقلل من القلق على الأسرار الفنية لكل شركة عندما يلتقي فريق تصنيع الشرائح مع فريق تطوير البرامج داخل الشركة، ولكن هذا لا يعني أن كل شركة تقوم بتصميم المعالجات الخاصة بها بالإعتماد على نفسها بشكل كلي، حيث استعانت جوجل بشركة سامسونج في بعض الجوانب أيضًا.

ولكن هل تقوم جوجل بالاعتماد على معالجاتها الخاصة في بقية أجهزتها مثل الساعات الذكية و Chromebook في السنوات المقبلة؟ وهل سيساعدنا هذا الأمر على امتلاك أجهزة ذكية أكثر قوة وكفاءة من أي وقت مضى؟ وكيف سيكون تأثير هذا الأمر على شركات تصنيع الشرائح مثل كوالكوم وميديا تيك وإنتل؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

تعليقات