أبرز مزايا وعيوب شراء الهواتف المستعملة



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


أحياناً أسأل نفسي هذا السؤال: "هل من الممكن أن أفكر في شراء هاتف مستعمل أم من الأفضل عدم المجازفة أو المخاطرة وأذهب مع الجديد؟". السبب في ذلك أن أسعار الهواتف الذكية مرتفعة بشكل مبالغ فيه، ومستمرة في الارتفاع، وخاصة الهواتف الرائدة "الفلاج شيب". اليوم إذا كنت تتمنى امتلاك هاتف من تلك الفئة فيجب أن تدّخر 1000$ دولار أمريكي تقريباً، وبالنسبة لمحل إقامتي "مصر" هذا يعني أكثر من 15.000 جنيهاً مصرياً، وهو مبلغ كبير جداً من الصعب أن تدّخره في شهر أو اثنين.

باختصار شديد، الهواتف الرائدة بعيدة المنال على معظم المستخدمين في الوطن العربي وتحديداً دول شمال أفريقيا. إذاً لا يوجد خيار ثالث، فإما شراء هاتف ذكي من فئة الهواتف المتوسطة، أو شراء هاتف مستعمل من فئة الهواتف الرائدة. فإذا كنت مثلي في هذا الموقف، أيهم ستختار؟ ولكن قبل أن تتخذ قرارك يجب أن تعرف ما هي مزايا وعيوب الهواتف المستعملة، وهذا ما سنتناوله معكم من خلال سطور المقال التالي. وقبل أن نخوض في الحديث عنها، دعونا نوضح ما هو الفرق بين الهواتف المستعملة والهواتف المُعاد تصنيعها.


 

ما هو الفرق بين الهواتف المستعملة والمُعاد تصنيعها؟




ربما تحدثنا من قبل عن هذا الأمر باستفاضة من خلال مقال الكاتب المميز ومدير المحتوى في موقع عالم الكمبيوتر، عبد الرحمن محمد، هل الأفضل شراء لاب توب مجدّد (Refurbished) أم مُستعمل ؟ وستجد بداخله توضيح شامل عن الفرق بين المستعمل والمُجدد أو المُعاد تصنيعه. ولكن حتى يكتمل موضوعنا سنحاول أن نعطيكم فكرة سريعة عن الفرق بينهما…

أولاً الهواتف/الأجهزة المُعاد تصنيعها ويُرمز لها بكلمة "refurbished" تعني أن هذا المنتج تم استعماله بالفعل، ولكن تم إرجاعه إلى المصنع مرة أخرى نتيجة عيوب في التصنيع أو خلل في طريقة عمله أو لأسباب أخرى. في تلك الحالة، سيخضع الهاتف لعدة إجراءات تشخيصية واستكمال أي عمليات إصلاح ضرورية. وبعد ذلك يحصل الهاتف على عملية إعادة تهيئة وإصلاح وتنظيف شاملة، ويتم تعبئته بشكل مناسب لكي تتم إعادة بيعه من جديد. 
 
في بعض الحالات النادرة، ستجد بعض الأجهزة المُعاد تصنيعها تتمتع بفترة ضمان، وهي ميزة رائعة تشجع المستهلك على شراء المنتج، ولكنها ليست دائماً. إذن باختصار شديد، الهاتف المُعاد تصنيعه هو بالفعل هاتف مستعمل ولكنه عاد إلى المصنع نتيجة عطل فني وتم إصلاح هذا العطل وإعادة بيعه من جديد. في رأيي الشخصي هذا المنتج يكون مضمون أكثر من الهواتف المستعملة.

ثانياً الهواتف المستعملة، حسناً أنت لا تحتاج أن تعرف الكثير عن الهواتف المستعملة. فهي هواتف تم استعمالها من قبل مستهلك أخر ويتم بيعها على كونها هواتف مستعملة أو Used. يجب أن تتوخى الحذر عن شراء الهواتف المستعملة، لأنه من الممكن أن تكون هناك عيوب وأعطال مستترة لا يمكن رؤيتها بسهولة. فمن الممكن أن تكون هناك مشاكل بشبكة الاتصال أو أن شريحة اتصال البلوتوث تالفة أو مشاكل في سماعة الهاتف والعديد من الأعطال الأخرى. هنا تكمن المجازفة، ومع ذلك لا يزال هناك بعض المزايا التي يمكنك الاستفادة منها في حالة اتخذت قرارك بشراء هاتف مستعمل.

مزايا شراء هاتف مستعمل


1- توفير الكثير من المال




أي أحد منا يتمنى أن يحصل على أخر ما توصلت له التكنولوجيا المتطورة، وهذا لن يكون إلا من خلال شراء الأجهزة الموجهة للفئة العليا من المستخدمين، مثل الهواتف الرائدة. في حالة أنك قررت شراء هاتف مستعمل، فهذا يعني أنك ستوفر الكثير من المال. على سبيل المثال هاتف جالكسي S21 Ultra يُباع بسعر 1200$ دولار تقريباً في متاجر التجزئة. ولكن إذا اتخذت قرارك بالذهاب إلى المستعمل، فستتمكن من شراءه بقيمة 700$ فقط، وهذا يعني أنك كنت قادراً على توفير 500$ تقريباً وهو مبلغ ضخم، وخاصة بالنسبة لنا في الوطن العربي. وهذا بالنسبة لهواتف الأندرويد. 
 
أما بالنسبة لهواتف الآيفون، فسوف تلاحظ أنها متمسكة بأسعارها أكثر من الأندرويد، وهذا بسبب الدعم طويل المدى التي توفره شركة آبل هواتف آيفون. فحتى لو كنت تمتلك هاتف آيفون من عام 2014 مثل هاتف iPhone 6S Plus فستجد أحدث إصدار من نظام iOS متوافق بالفعل مع هاتفك ويمكنك الاستفادة من جميع مزاياه الجديدة.

2- قيمة عالية مقابل المال




دعونا نعود إلى هاتف جالكسي S21 Ultra من جديد. هذا الهاتف لم يمضي على إطلاقه سوى 7 أو 8 شهور فقط، وبالطبع هي فترة زمنية قصيرة جداً – أقل من عام واحد من الاستخدام فترة زمنية قصيرة – خاصة بالنظر إلى فترة الدعم التي توفرها شركة سامسونج لجميع هواتف جالكسي. شركة سامسونج ملتزمة بتوفير 3 ترقيات من إصدار نظام أندرويد و 4 سنوات من التحديثات الأمنية. وهذا يعني أنه لا يزال الهاتف قادر على الترقية لإصدار أندرويد 12 وأندرويد 13 حين إطلاقه، بجانب 4 سنوات من التصحيحات الأمنية، وبهذا الشكل سيكون هاتفك جاهز وعلى أتم الاستعداد لمواكبة التطورات المستقبلية. 
 
الأفضل من ذلك أن الهاتف يحتوي على سعة تخزين ضخمة وذاكرة وصول عشوائي كبيرة تجعله قادر على تشغيل جميع التطبيقات الثقيلة والتعامل مع تعدد المهام في المستقبل بسهولة. أما لو أردت شراء هاتف جديد بقيمة 700$ فلن تحصل على نفس عدد المزايا التي يوفرها هاتف جالكسي S21 Ultra. من الممكن أن تكتفي بالأخ الأصغر Galaxy S21، ولكنك بهذا الشكل ستفتقد إلى العديد من الأشياء الرائعة المتواجدة في الرائد الأكبر مثل سعة البطارية أو دقة عرض الشاشة أو قوة الكاميرا والعديد من الأشياء الأخرى.

عيوب شراء هاتف مستعمل


1- عدم وجود ضمان




هذا هو السبب الوحيد الذي قد يجعلك تتراجع عن شراء أي معدات أو أجهزة أو هواتف مستعملة، هذا السبب هو عدم وجود ضمان على المنتج. تخيل في أي لحظة أن هاتفك تعرض للتوقف المفاجئ نتيجة أي عطل فني أو عيب تصنيع، حينها لا تلوم إلا نفسك، لأنك ستضطر على صيانة الهاتف على حسابك الخاص.

في بعض الحالات، ستجد بعض الهواتف المستعملة التي لا تزال تتمتع بفترة ضمان، ولكن المشكلة أن معظم الشركات في الوقت الحالي لا تقبل في شروط الضمان عملية نقل ملكية الهاتف من شخص إلى أخر. لذا وباختصار شديد، عند شراء هاتف مستعمل، يجب أن تنسى تماماً أي شيء متعلق بالضمان.

2- بدون أي ملحقات




أحياناً أجد عروض لهواتف مستعملة رائعة، ولكن أتفاجأ في النهاية أنها بدون العلبة وبدون سماعة وبدون شاحن. إذن في هذه الحالة أنت تحتاج لشراء الشاحن على نفقتك الخاصة. في الواقع إذا كنت تخطط لشراء هاتف جالكسي S21 Ultra، فأنت في جميع الأحوال تحتاج لشراء شاحن على نفقتك الخاصة لأنه لا يأتي مُرفق بأي شاحن. ولكن لا تزال هناك العديد من الشركات الأخرى مثل شاومي وأوبو وسوني وفيفو وريلمي وون بلس التي توفر الشاحن الأصلي في علبة الهاتف. 
 
بالطبع يمكنك الاكتفاء بالشاحن الذي لديك، ولكن جميع الشركات تحذر من استخدام شواحن الطرف الثالث لأنها من الممكن أن تتسبب في انفجار البطارية، ولكن في أحسن الأحوال هي ستكون بطيئة في عمليات الشحن.

3- مجازفة خطيرة




في النهاية كما ذكرنا في مقدمة المقالة، شراء هاتف مستعمل مجازفة ومخاطرة كبيرة يجب أن تكون على أتم الاستعداد لها. فمن الممكن أن تقابل بائع في أي مكان تتفقون عليه وتتم عملية البيع أو الاستبدال بشكل سليم، ثم تتفاجأ بعد استخدامك للهاتف بوجود عيوب قاتلة وخطيرة من خلال استخدامك الطويل له. 
 
على سبيل المثال، ارتفاع درجة حرارة البطارية بشكل مبالغ فيه أثناء الاتصال والمكالمات الهاتفية لدرجة أنك تكون غير قادر على وضعه على أذنك، أو مشاكل في اتصال الإنترنت أو الواي فاي، أو مشاكل في البلوتوث، أو أن الشاشة يتغير لونها بعد فترة طويلة من الاستخدام نتيجة ارتفاع حرارتها، أو اللمس متعطل في بعض مناطق على الشاشة، أو مشاكل في السماعة أو البصمة لا تعمل، قائمة الأعطال لا تنتهي، وأنت لا تعلم دائماً ما هو حظك في مثل هذا النوع من التجارة. 
 
لذا، فهي مخاطرة ومجازفة خطيرة من الممكن أن تكون مفيدة جداً، ولكن من الممكن أن يكون حظك سيء فيها وتندم عليها. وأخيراً، يمكنك إلقاء نظرة على مقالة أفضل طريقة لفحص هواتف الأندرويد المستعملة قبل شرائها.

تعليقات