دراسة جديدة .. وضع Night Shift في الهاتف لن يساعدك على النوم



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


وعدت آبل المستخدمين بعادات نوم أفضل خلال الليل عندما أطلقت ميزة Night Shift في نظامي iOS وiPadOS الخاصين بهواتف آيفون ولوحيات آيباد، وهو الوعد الذي لم تفي به آبل وفقًا لبحث جديد تم نشره. نظرًا لأن التعرض للضوء الأزرق قد يؤثر على تنظيم دورات وعادات النوم، ادعت آبل أن يقوم النمط الليلي Night Shift بتصفية شعاع الضوء الأزرق الخارج من شاشة الهاتف واستبداله بإضاءة صفراء لجعل النوم أسهل. لكن هناك دراسة حديثة قد أظهرت أن عادات النوم قد تختلف من شخص لآخر مما يجعله أمرًا معقدًا بالنسبة إلى أن تتعامل معه آداة مُوَحدة بهواتف كل المستخدمين أثناء الشعور بالأرق على سبيل المثال.

كانت الدراسة التي نُشرت في مجلة Sleep Health كانت قد تتبعت ورصدت عادات النوم الخاصة بـ167 من الشباب لمدة أسبوع. تم تقسيم الأشخاص خلال تلك الدراسة إلى ثلاثة فئات وهُم: مجموعة استخدمت هواتفها قبل النوم لمدة ساعة مع تفعيل نمط Night Shift، مجموعة استخدمت هواتفها قبل النوم لمدة ساعة مع إيقاف النمط الليلي، ومجموعه لم تستخدم هواتفها مُطلقًا قبل النوم.


وفي هذا الصدد، أفاد تشاد جنسن وهو الباحث الرئيسي في تلك الدراسة، أفاد قائلًا "في العينة بأكملها، لم تكن هناك اختلافات بين المجموعات الثلاث"، ثم أردف قائلًا "إن تفعيل Night Shift ليس أفضل من عدم تفعيله، أو من عدم استخدام الهواتف قبل النوم أيضًا".

ربما تكون تلك الدراسة هي الأولى من نوعها، صغيرة، وستحتاج إلى تكرارها على نطاق أوسع مع عينات مختلفة من الناس قبل أن يتم تعميم واعتماد تلك النتيجة المذكورة. بالرغم من ذلك، فإن تلك الدراسة حول نمط Night Shift تؤكد بعضًا من الشكوك المُبكرة التي أبداها بعض الخبراء التقنيون، خاصةً لأن شركة آبل لم تعلن بالتحديد ما هي أطوال الموجات التي سيصفيها هذا النمط. على الرغم من أن استخدام الهاتف ورؤية اللون الأزرق لفترة، قد يساهمان في الشعور بالأرق، إلا أن هناك العديد من المتغيرات الأخرى والتي تساعد في تحسين عادات النوم في الظروف الطبيعية.

خلال تلك الدراسة، تفاجأ الباحثون إلى حدٍ كبير بأن الأشخاص الذين لم يستخدمون هواتفهم قبل النام، لم يناموا بالضرورة بشكلٍ أفضل في المتوسط. قال جنسن "كانت فرضيتنا أننا سنرى عادات نوم أفضل دون استخدام الهواتف قبل النوم، وهذا الأمر الذي فاجأنا عندما لم يحدث".

تم إرجاع جزء كبير من نتيجة تلك الدراسة إلى حقيقة أن معظم المشاركين في تلك الدراسة كانوا طلاب جامعيين، محرومين من النوم بالفعل، وفقًا للباحثين. عندما يشعر الناس بالنعاس بشكل جاد وفعلي، لن يهم حقًا ما إذا كانوا يستخدمون هواتفهم قبل النوم، وكما يقول جنسن "لأن الحاجة إلى نوم في تلك المرحلة ستكون مرتفعة للغاية لدرجة أنك ستغفو بسهولة بغض النظر عما كنت تفعله قبل النوم". في تلك الدراسة، كانت هناك أحد الاختلافات القليلة المتعلقة بكمية النوم التي حصل عليها المشاركون حسب استخدام الهاتف قبل النوم.


من بين الأشخاص الذين استطاعوا أن يناموا أكثر من متوسط عدد ساعات النوم والذي يبلغ سبعة ساعات، كان الأشخاص الذين لم يستخدموا هواتفهم ينامون بشكل أفضل ولم يستيقظوا كثيرًا أثناء الليل مقارنةً بأولئك الذين قاموا باستخدام هواتفهم قبل النوم. لكن الأشخاص الذين ناموا أكثر من متوسط عدد ساعات النوم البالغ سبعة ساعات، لم يظهروا أي اختلاف في مقاييس جودة النوم، بغض النظر عما إذا كانوا يستخدمون الهاتف في وقت النوم أم لا.

إذا كنت شخصًا من الذين يتمتعون بروتين حياة مُريح جسديًا، فإن جنسن يسرد عددًا لا يحصى من العوامل التي تؤثر على عادات نومك بعد استخدام هاتفك مثل: الكافيين، التمارين الرياضية، درجة حرارة الغرفة، كمية الضوء، كمية الضوضاء، اتساق جداول النوم ووقت النوم الروتيني، واستخدام السرير لأنشطة أخرى بخلاف النوم. تُعتبر تلك العوامل هي كل شئ قبل بدء التفكير في اضطرابات النوم المختلفة التي يمكن أن تجعل الناس يشعرون بالنعاس الشديد أو لا يشعرون بالنعاس الكافي، حتى وإن كنت تبحث عن روتين جيد لعادات النوم الخاصة بك.

يقول راج داسغوبتا، وهو أخصائي طب النوم في جامعة جنوب كاليفورنيا، يقول "إن روتين النوم هو أمر منفرد وشخصي، حيث أنه لا يوجد أي شئ أو قانون يصلح للجميع". هناك بعض الأشخاص ذوي الحساسية الأكبر للضوء ما قد يجعلهم يجدون ترشيح وتصفية الضوء الأزرق مفيدًا، ولكنه لن يكون الحل الوحيد الذي يؤدي إلى روتين نوم أفضل للجميع.

وفيما يتعلق بالهواتف، فهناك أشياء يجب مراعاتها إلى جانب التعرض إلى الضوء الأزرق فقط، كما يقول جنسن "إن كل أشكال التحفيز الأخرى التي ليس لها علاقة بالضوء، لها نفس القدر من الأهمية". إذا كنت تقرأ مقالة مُحبِطة على الانترنت، أو إذا كنت تشاهد أحد مقاطع الفيديو المضحكة على تطبيق TikTok على سبيل المثال قبل وقت النوم، فمن المحتمل أن يعيق هذا المستوى من اليقظة والمشاركة قدرتك على النوم، ولن تؤدي تصفية اللون الأزرق إلى تعويض هذا التأثير ومساعدتك في تطبيق روتين نومك اليومي بالشكل المعتاد والصحيح.

تعليقات