أي الأمرين أفضل: شاشة بدقة عرض أعلى أم بمعدلات تحديث أسرع؟

نتحدث معكم عن الدور المؤثر التي تلعبه كل من تقنيات معدلات التحديث الأسرع وجودة الدقة العالية في شاشات الألعاب
إذا كنت من عشاق الألعاب وتخطط لبناء منصة جديدة أو لترقية شاشة العرض، فأي الأمرين سيكون أفضل بالنسبة لك، شاشة ذات دقة عرض أعلى أم شاشة بمعدلات تحديث أسرع ؟. تتوقف الإجابة على هذا السؤال بناءًا على كيفية وطريقة ممارستك للألعاب. فكل منصة ولها مميزات وعيوب، وكل منصة ستكون فريدة ومتفوقة في شيء ما. ولكن سيبقى السؤال الأكثر أهمية بالنسبة لك: ما هو الأفضل بناءً على رغبتك الشخصية.

عندما يتعلق الأمر بشاشة العرض، فتأكد أنها نافذتك إلى الخيال المُطلق، وتذكرتك الوحيدة للدخول إلى عالم مليء بالإثارة والمتعة، فهي العنصر الحيوي والأكثر أهمية الذي يجلب معه كل معاني الراحة والرفاهية. يجب أن تنتبه جيداً لمواصفات شاشتك القادمة. توجد العديد من المعايير التي ينبغي أن تتطرق إليها بتمعن عند شراء الشاشة، والتي ناقشناها من قبل. ولكننا سنخصص حديثنا اليوم عن العنصر الأكثر جدلاً في عالم شاشات الألعاب، وهو الفرق بين شاشات الألعاب الأسرع والشاشات ذات دقات العرض عالية وفائقة الجودة. لن نطيل عليك النقاش، ولكن سنحاول تغطية أهم التفاصيل التي تود سماعها قبل اتخاذ قرارك.




ما هو معدل الإطارات ؟




تم تسميته بمعدل الإطارات لأنه يصف الطريقة التي يتم من خلالها عرض ومحاكاة الحركة على الشاشة. فالإطارات "Frames" هي صور تحتوي على معلومات يتم عرضها على الشاشة كنوع من الاستجابة لحافز التنفيذ. على سبيل المثال، إذا قررت تصويب سلاحك نحو عدوك الذي أصبح في مرمى إطلاق النار، ثم قمت بالضغط لسحب الزناد أو إطلاق النار، فما ينتج عنه بعد ذلك سيكون استجابة لحافز التنفيذ الذي كنت أنت مسؤولاً عنه. يتم عرض هذا الناتج على هيئة سلسلة من الإطارات المتتابعة التي تنتقل من صورة إلى أخرى وفي أسرع وقت ممكن، لتقديم تجربة مرئية واقعية تجذب أحاسيسك وانفعالاتك داخل أحداثها. سلسلة حركة الإطارات التي تنتقل بين الصور هي بالضبط الشيء الذي يسعى من أجله بعض اللاعبين، وخاصة المتمرسين والمشددين منهم.

فعندما تلعب بمعدل إطارات أقل، يكون لديك سلسلة أقل من إطارات الصور التي يتم عرضها على الشاشة، وبالتالي ستمر بتجربة لعب بطيئة الحركة وغير انسيابية. وهذه التجربة تكون في أسوأ حالاتها عندما تواجهها مع بعض أنواع الألعاب، مثل ألعاب القتال والرماية وألعاب المغامرة والتصويب وكل ما يتعلق بألعاب الأكشن والحركة السريعة التي تتطلب استجابة وردود فعل فورية وسريعة.

المعيار القياسي لتشغيل الألعاب هو معدل 30 إطار في الثانية، أو نطلق عليه دائماً 30FPS. هذا المعيار يعني أنه يتم ارسال 30 إطار من المعلومات إلى الشاشة في كل ثانية. عندما ينخفض معدل الإطارات إلى 15 إطار في الثانية نتيجة ضعف البطاقة الرسومية أو المعالج المركزي، فلن تواجه بطء وتأخير في حركة اللعب فحسب، وإنما قد تواجه تقطعات غريبة وتأتأة مفاجئة نتيجة فقدان بعض الإطارات التي تحمل المعلومات اللازمة التي كان ينبغي إرسالها للشاشة في تلك اللحظات. هذه اللحظات قصيرة جداً تكاد لا تتعدى الميللي ثانية، ولكنها بالنسبة للعين البشرية عبارة عن فجوات زمنية واضحة في نظام العرض المرئي. ولهذا السبب، سنصف الأمر حينها بأنها تجربة لعب سيئة وبطيئة. 
 
اقرأ أيضاً: افضل شاشة العاب رخيصة يمكنك الإعتماد عليها في 2020


ما هو معدل التحديث ؟ 




يمكن وصف معدل التحديث على أنه معدل التكرار، والذي يوحي بعدد المرات التي تحاول فيها مكونات الهاردوير تحديث نفسها في كل ثانية. على عكس معدل الإطارات الذي يصف عدد الإطارات التي يتم إرسالها في الثانية، يصف معدل التحديث عدد مرات تدوير المعلومات عبر شاشة العرض.

فإذا كانت لديك بطاقة رسومية قادرة على معالجة 200 إطار في الثانية، بينما تعمل شاشتك بمعدل 60 إطار فقط ( والذي يشار إليه أيضاً على أنه 60Hz)، فلن تتمكن من رؤية إلا 60 إطار من المعلومات المرئية على شاشة العرض. فحاول أن تتخيل اللحظات التي يتم فيها إرسال المعلومات في كل ثانية على الشاشة، كلما كانت الشاشة قادرة على تحديث المعلومات الأكبر (200 إطار) التي يتم إرسالها في الثانية الواحدة، كلما حصل المُشاهد أو اللاعب على تجربة لعب سلسة وانسيابية وكان له القدرة على تحديد الأهداف خلال لحظات أسرع. 
 
اقرأ أيضاً: شرح كامل لتقنيات Freesync و G-Sync

ماذا تصف دقة العرض ؟




تصف الدقة أو Resolution عدد أو كثافة البكسل. وحدات البكسل هي النقاط الملونة الفردية التي تحتويها لوحة العرض بداخل الشاشة. بهذا الشكل يمكن لدقة العرض أن تصف مدى حدة سطوع وقوة تفاصيل المحتوى المرئي. إذا حاولت النظر في صورة معروضة بدقة FHD 1080p ونفس الصورة بدقة 4K 2160p، فستكتشف أن اختلاف التفاصيل مذهل بدرجة كبيرة. السبب في ذلك أن شاشات الجودة العالية FHD لا تحتوي سوى على 2 مليون بكسل تقريباً، بينما الشاشات فائقة الجودة UHD تحتوي على 8.2 مليون بكسل تقريباً. هذا الفرق يسمح بوضوح تفاصيل أكثر دقة لمن يشاهد الصورة، وبرغم بساطة ودقة التفاصيل وكونها صغيرة للغاية، إلا أن العين البشرية تستطيع تمييزها ومشاهدة معالمها وتفسير تفاصيلها، وهذا ما يجعل معظم الأشخاص تميل إلى تجربة بصرية أفضل من خلال شاشات 4K.

لماذا لا يمكنك امتلاك كلاهما في آن واحد ؟


ببساطة شديدة لا يمكنك امتلاك كلاهما لأن التكلفة باهظة جداً. إذا كنت سعيد الحظ بعمل أو وظيفة مرموقة في حياتك المهنية، فحينها فقط يمكنك الاستمتاع بشاشة عرض ذات دقة عرض فائقة الجودة وبأقصى حدود السرعة في معدلات التحديث. ولكن إذا كانت لميزانيتك الحالية حدود معينة، فأنت في قاطرة الأغلبية العظمى الذين يتعين عليهم دائماً اختيار واحدة فقط من كلاهما والتنازل عن الأخرى.

الأمر الأكثر أهمية هو أنك في حاجة لمنصة قوية، حيث تتطلب شاشات 4K بطاقة رسومية من بطاقات الفئة العليا لكي تتمكن من تحقيق معدل 60FPS والاستمتاع بتجربة بصرية ممتعة وأداء سلس. في نفس الوقت إذا كنت متوجه نحو شاشة بمعدل تحديث 240Hz، فأنت في حاجة إلى بطاقة رسومية قادرة على تحقيق 240 إطار في الثانية لكي تستفيد من هذه السرعة على إعدادات الفيديو التي تفضل تشغيل ألعابك الحديثة عليها.

أي الأمرين أفضل بالنسبة لك ؟




نعود لما بدأناه، أي الشاشتين أفضل متوقف حسب نوع احتياجاتك وألعابك المفضلة. إذا كنت من عشاق الألعاب الشبكية وتستمتع مع أصدقاءك في أسلوب اللعب الجماعي وألعاب الرياضات الإلكترونية الحديثة وتعشق المنافسة المحتدمة أكثر من أي شيء، فحينها لا ينبغي أن تتمسك بجودة وتفاصيل دقات العرض الأعلى. فما تحتاجه إليه بشدة، هو عرض كل المعلومات المتاحة أمامك على شاشة العرض في أسرع وقت ممكن. معدلات الإطارات الأعلى ستتيح لك القدرة على التصرف والتفاعل أسرع مقارنة بمعدلات الإطارات المتوسطة والمنخفضة، كما أنها ستجعلك قادر على مواكبة التحدي الذي أنت مقبل عليه لأن أغلب منافسيك سيكون لديهم نفس الكم من المعلومات التي يتم عرضها على شاشاتهم في نفس الفترة الزمنية.

بينما إذا كنت من عشاق طور اللعب الفردي، وتستمتع بالقصة الشيقة وتقمص الأدوار ومشاهده طبيعة العوالم المفتوحة ومناظر المدن الحضارية المزدحمة، فخيارك الأفضل هو بالتأكيد دقة العرض الأعلى. مع ذلك، معدل الإطارات عنصراً حيوياً للاستمتاع بتفاصيل المدن الجميلة واللعب بسلاسة وانسيابية، ولكن يمكنك حينها الاكتفاء بما يحقق لك 60FPS فقط. هكذا ستستمتع بتجربة بصرية مذهلة. فإذا كنت تعشق التفاصيل، وتندرج تحت قائمة ممن يعشقون التفاصيل وإلقاء نظرة عن كثب على كل ركن وزاوية لاستكشاف وفحص عوالم الألعاب، وتنجذب نحو التجربة البصرية وتعجب بها، فعلى الأقل لا تتنازل عن شاشة FHD 1080p، وإذا كنت تريد الأفضل منها فشاشتك القادمة ينبغي أن تكون WQHD 1440p، وبالتأكيد لن يقف في طريقك أحد إذا قررت التضحية من أجل UHD 2160p، فهذه ينبغي أن تكون هي شاشتك القادمة.
تعليقات

احدث المقالات