قديماً كانت طرق مكافحة الأوبئة تقليدية جداً وذلك عبر إغلاق المدينة الموبؤة والبدء بتطبيق بعض الإجراءات الطبية والوقائية كما يحدث الآن أيضاً، ومع ذلك فإن ما لم يتمكن الأطباء من فعله في السابق هو تحديد جهات اتصال الشخص المصاب للتنبؤ بمن سيصاب بالمرض، لم يتمكنوا من عزل هؤلاء الأشخاص بشكل استباقي لمنع انتشار العدوى.
لكن اليوم تغير الأمر وبات هناك الكثير من التقنيات المُمكن اتباعها للمحاولة في الحد من انتشار أي وباء وهذا ما ساعد الصين في الانحسار، ففن تتبع الاتصال أداة هائلة قد تساعد في التغلب على جائحة فيروس كورونا الجديد، حيث تعمل كبرى الشركات التقنية كآبل وجوجل إلى إضافة أدوات تتبع الاتصال الرقمية في أجهزتها للمساعدة.
بدايةً، كيف يعمل تتبع الاتصال؟
قال دانييل بيكارز، نائب رئيس علوم الحياة والرعاية الصحية في داتا آرت: "يتم تتبع الاتصال للعدوى التي تظهر مخاطر صحية كبيرة ودرجة عالية من العدوى، وتم استخدام هذه التقنية للعديد من الأمراض الفتاكة مثل فيروس نقص المناعة الإيدز والسارس والسل والإيبولا والحصبة والجدري وغيرها الكثير".
تقوم سلطات الصحة العامة عادةً بتتبع الاتصال، يدير الطاقم المدرب العملية على الرغم من أنها بسيطة نسبيًا، إن تم تشخيص حالة ما فإن طبيب الرعاية الأولية يرسل تقريرًا إلى السلطات التي تقوم بالتتبع، ثم يقوم (متتبع الاتصال) بإجراء مقابلة مع المريض لتحديد مكانه وكل شخص اتصل به، ثم يتصل أخصائي الحالة بالأشخاص الذين ربما أصيب بهم ويكرر العملية.
اقرأ أيضاً: أفضل الأدوات لتتبع انتشار فيروس كورونا لحظة بلحظة!
ماذا يعني تتبع الاتصال لكوفيد 19؟
خلال جائحة فايروس التاجي الحالية سيتصل متتبع التلامس عادةً بأحد الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بـ COVID-19 عبر الهاتف، ثم يعمل المتتبع مع هذا الشخص للتعرف على جميع الأفراد الذين ربما اتصل بهم، ودعوتهم للحجر الذاتي لمدة 14 يومًا من فترة الحضانة لـ COVID-19 ومراقبة الأعراض.
لكن من هم هؤلاء المتتبعون؟ يمكن تدريب أي شخص على أن يكون متتبعًا للاتصال، في الواقع هناك دعوات لمئات الآلاف من متتبعي الاتصال للسيطرة على كوفيد 19 لكنها ليست تخصصًا بحد ذاته، تعتبر المهارات التحليلية الأساسية والتعاطف وفهم انتقال الأمراض والحجر الصحي مفيدة لهذه الوظيفة ولكن كل ما تحتاجه حقًا هو شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها.
مشاكل تتبع الاتصال اليدوي والتقليدي
لسوء الحظ تتبع الاتصال اليدوي غير دقيق وبعيد عن الفعالية الكاملة، بالنسبة للمبتدئين إنها عملية يدوية تعتمد على عملية المقابلة، وليس هناك ما يضمن أن يكون الشخص المصاب قادرًا على استدعاء جميع الأشخاص الذين كان على اتصال بهم، هذا لا يشمل حتى الاتصال العرضي مع الغرباء والذي سيكون من المستحيل فهرسته بالكامل.
كما أن التوظيف مصدر قلق بالغ، مع ارتفاع عدد المرضى لا يوجد ما يكفي من الباحثين لتتبع جهات الاتصال بدقة، هذا هو السبب في أن معظم المدن الأمريكية تخلت عن تتبع الاتصال في وقت مبكر، ليكن هذا النوع من التتبع مفيداً فقط مع بدء عدد الحالات في الانخفاض، ليكون جزءًا مهمًا من الجهود المبذولة لتسهيل أوامر البقاء في المنزل بعناية.
إليك المزيد: ساهم في كبح "كورونا" باستخدام حاسوبك مع مشروع Folding@Home
ماذا عن تتبع الاتصال الرقمي!
هذه ليست جائحة الإيدز في الثمانينات أو حتى جائحة سار في أوائل القرن العشرين، وفقًا لـ Pew Research يمتلك أكثر من 80 بالمئة من سكان الكرة الأرضية هواتف ذكية، يمكن استخدامها لتتبع جهات الاتصال في الدول المتطورة (أي أن العرب خارج مضمار السباق كالعادة وللأسف).
حيث أعلنت كل من آبل وجوجل عن خطط لدمج تقنية تتبع جهات الاتصال في هواتفهم الذكية عبر Bluetooth Low Energy، نظرًا لمخاوف تتعلق بالخصوصية قد يتطلب هذا من الأشخاص الاشتراك، بالنسبة لأولئك الذين يفعلون ستكون هواتفهم قادرة على تحديد الهواتف الأخرى القريبة منهم عبر BLE، (تعرف على كل ما يخص المشروع).
على الرغم من أوجه القصور تتوقع آبل وجوجل توفير هذه التكنولوجيا في القريب العاجل، بالطبع مدى نجاحها يعتمد على معدل الاشتراك، ومع ذلك من المحتمل أن تكون خطوة كبيرة إلى الأمام في تتبع الفيروس ومعرفة من ربما يكون قد تعرض له، آملين وصول مثل هذه المشاريع والتقنيات إلينا لكي نساهم نحن أيضاً في منع الانتشار.