هل تحول WhatsApp إلى منصة لتبادل المواد الإباحية للأطفال...؟



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


تطبيق المراسلة الفورية المملوك لشركة فيسبوك يستخدم حالياً WhatsApp على نطاق واسع لتوزيع المواد الإباحية للأطفال، هذا ما أفادت به عدة تصاريح وتقارير لعدد من دول المنطقة التابعة لمجموعات السلامة على الإنترنت، بالتزامن مع العديد من الفضائح الإلكترونية لشركة فيسبوك بما يخص انتهاك خصوصية المستخدم وعدم احترام المعايير الأساسية لحرية الأفراد عبر الشبكة، حيث تعرضت للكثير من التهم والشكوك بما يخص موقعها والتطبيق المُسيطرة عليه أيضاً.


ما الذي أفادت به التقارير؟


يتم استخدام مجموعات الدردشة الخاصة بتطبيق واتساب لنشر مواد إباحية للأطفال محجوبة بتشفير التطبيق، تقرير من منظمتين غير حكوميتين راجعهما العديد من المواقع عبر الشبكة يشرح بالتفصيل كيفية تضمين تطبيقات الطرف الثالث لاكتشاف مجموعات WhatsApp التابعة للمراهقين والتي تقدم روابط دعوة للانضمام إلى حلقات المستخدمين الذين يتداولون الصور الخاصة باستغلال الأطفال.

يُظهر التحقيق الذي أجرته بعض المواقع على الإنترنت أنه بإمكان فيسبوك السيطرة على واتساب وإزالة هذا النوع من المحتوى، كان من الممكن لمديري WhatsApp العثور على هذه المجموعات ووضع حد لها إن أرادوا ذلك، المجموعات حملت العديد من الأسماء مع استخدام العديد من الوجوه التعبيرية ذات الإيحاءات الجنسية، وتكشف الصورة أعلاه بعضاً من هذه المجموعات علماً أنه قد تم حذف الكثير منها.

إقرأ أيضاً: تفعيل حسابي واتساب على هاتف واحد


كان من المفترض أن يؤدي التحري اليدوي لتطبيقات اكتشاف المجموعات و WhatsApp نفسه إلى حذف هذه المجموعات على الفور ومنع أعضاءها من تداول تلك المواد، في الوقت الذي ضاعف فيه فيسبوك موظفو الإشراف من 10،000 إلى 20،000 في عام 2018 لقمع التدخل في الانتخابات وغيرها من انتهاكات السياسة، مع 300 موظف فقط تعمل WhatsApp بشكل شبه مستقل وتؤكد الشركة أنها تتعامل مع الموقف بجهد كبير الأمر الذي يثبت عدم كفاية الموظفين لمراقبة 1.5 مليار مستخدم.

قامت شركة ناشئة بالبحث في هذا الموضوع بدعم التقرير مع تقديم لقطة شاشة توضح فيها العديد من أسماء تلك المجموعات، كما حددت أكثر من 1300 مقطع فيديو وصور فوتوغرافية للقاصرين المشاركين في أعمال جنسية على مجموعات واتساب، وفي حادثة مشابها تم إزالة تطبيق Tumblr مؤخرًا بشكل مؤقت من متجر App Store بسبب احتوائه على مواد إباحية متعلقة بالأطفال، وما زال الأمر غامضاً حول تعليق تطبيق واتساب أم لا.

ما الذي تم كشفه ومتى؟


في تموز 2018 باتت المنظمات غير الحكومية على دراية بهذه القضية بعد أن أبلغ رجل عن أحد الخطوط الساخنة التي كان قد شاهدها على المواد الإباحية على WhatsApp، في أكتوبر أمضوا 20 يومًا في فهرسة أكثر من 10 مجموعات إباحية للأطفال ومحتوياتهم والتطبيقات التي تسمح للأشخاص بالعثور عليهم، كما بدأت المنظمات غير الحكومية بالاتصال بمدير سياسة فيسبوك جوردانا كتلر - Jordana Cutler ابتداءً من 4 سبتمبر، طالبين عقد اجتماع لمناقشة النتائج التي توصلوا إليها، طلب Cutler أدلة البريد الإلكتروني ولكن لم يوافق على الاجتماع.

كما صرح متحدث باسم واتساب أنه في حين أن المواد الإباحية للبالغين مسموح بها على التطبيق، فقد حظرت الشركة 130 ألف حساب في فترة 10 أيام الأخيرة لانتهاك سياساتها ضد استغلال الأطفال وفي بيان رسمي لـ WhatsApp قالت ما يلي: "نتبع سياسة عدم التسامح حول الإساءة الجنسية للأطفال، حيث ننشر أحدث تقنياتنا بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لمسح الصور الفوتوغرافية والصور الشخصية في المحتوى الذي تم الإبلاغ عنه، وننشط الحظر على الحسابات المشتبه بها في مشاركة هذا المحتوى الخسيس، للأسف بسبب إساءة استخدام كل من متاجر التطبيقات وخدمات الاتصالات لنشر المحتوى المسيء يجب على شركات التكنولوجيا العمل معًا لإيقافها".

قد يهمك: كيفية البحث عن حالات مستخدمي واتساب وحفظها بدون برامج!

لما يستخدم واتساب روابط الدعوة للمجموعات؟


عرض WhatsApp ميزة رابط الدعوة للمجموعات في أواخر عام 2016 مما يسهل اكتشاف المجموعات والانضمام إليها دون معرفة أي أعضاء، وكان المنافسون مثل Telegram قد استفادوا من المشاركة في دردشاتهم العامة الجماعية، من المحتمل أن يكون واتساب قد شاهد روابط الدعوة الجماعية كفرصة للنمو ولكنه لم يخصص موارد كافية لمراقبة مجموعات من الغرباء الذين يتجمعون حول مواضيع مختلفة.

ظهرت التطبيقات للسماح للأشخاص بتصفح مجموعات مختلفة حسب الفئة، يعتبر استخدام بعض هذه التطبيقات شرعيًا حيث يبحث الأشخاص عن مجتمعات لمناقشة الرياضة أو الترفيه ولكن العديد من هذه التطبيقات تحتوي الآن على أقسام للبالغين التي يمكن أن تتضمن روابط الدعوة إلى كل من مجموعات مشاركة الصور الإباحية القانونية بالإضافة إلى محتوى استغلال الأطفال غير القانوني على حد زعمهم!


كما يثير الموقف أيضًا عدة أسئلة حول مقايضات التشفير، حيث تسعى بعض الحكومات مثل أستراليا إلى منع استخدامها من خلال تطبيقات المراسلة، يمكن للتكنولوجيا حماية حرية التعبير وتحسين سلامة المعارضين السياسيين ومنع الرقابة من جانب كل من الحكومات ومنصات التكنولوجيا، ومع ذلك يمكن أن يجعل اكتشاف الجريمة أكثر صعوبة مما يزيد من الضرر الذي يلحق بالضحايا.

إليك المزيد: 4 طرق مختلفة لاسترجاع الصور والفيديوهات المحذوفة من واتساب

ولكن في الوقت الحالي يحتاج WhatsApp إلى المزيد من المشرفين البشريين الراغبين في استخدام تحقيق يدوي استباقي وغير قابل للتسجيل لمعالجة مشكلة المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال، حيث سعى التطبيق إلى النمو من خلال المجموعات العامة الكبيرة، لكنه فشل في تنفيذ الاحتياطات اللازمة للتأكد من أنها لم تصبح ملاذاً لاستغلال الأطفال، تحتاج شركات التقنية مثل واتساب إلى التوقف عن افتراض أن الحلول التكنولوجية الرخيصة والفعالة كافية، إذا كانوا يريدون كسب المال من قواعد المستخدمين الضخمة فيجب أن يكونوا مستعدين للدفع لحمايتهم وضبطهم.

تعليقات