مميزات جديدة في نظام آبل macOS نتمنى أن نراها في الويندوز

في مؤتمر WWDC 2025، أثار الكشف عن نظام تشغيل آبل الجديد macOS Tahoe 26 لأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة الخاصة بها اهتمام الكثيرين من مستخدمي الويندوز، إذ أظهر النظام مجموعة من التحسينات التي تبرز نقاط تفوق آبل على مايكروسوفت في بعض الجوانب، خاصة على المستوى الجمالي بفضل تصميم "الزجاج السائل" Liquid Glass والذي صحيح تم تشبيهه بتصميم Aero Glass المُستخدم في نظام ويندوز فيستا، لكن لمسة آبل كانت طاغية وواضحة على إبراز تفاصيل جمالية رائعة. في حقيقة الأمر أن التصميم لم يكن وحده هو ما آثار الانتباه، حيث رأينا مميزات أخرى ذكية تُكسب النظام تجربةً أكثر سلاسة وتجعل مستخدمي الويندوز يتمنون وجودوها في تجربتهم. فيما يلي نتحدث عن 4 من هذه المميزات التي لربما نراها في نظام ويندوز 11 قريبًا.

لا تزال تجربة البحث في ويندوز 11 محدودة وتعاني من عدة مشكلات، أبرزها بطء الاستجابة وعدم دقة النتائج في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى ميل النظام لعرض نتائج الويب حتى عند البحث عن ملفات موجودة أساسًا بالجهاز! كما أن واجهة البحث تبدو مزدحمة أحيانًا، وتفتقر إلى البساطة والتركيز، مما يجعل العملية أقل سلاسة وفعالية. كثير من المستخدمين يواجهون أيضًا مشاكل في التقاط النظام للحروف الأولى عند الكتابة، مما يُصعب بشكل واضح من العملية، وهو ما دفعنا إلى مشاركة بدائل للبحث عن الملفات بكفاءة.

على النقيض، جاء نظام macOS Tahoe بأضخم تحديث لأداة البحث الافتراضية Spotlight لينقلها إلى مستوى جديد كليًا، حيث أصبح بإمكان المستخدمين فلترة نتائج البحث بسهولة عبر اختصارات لوحة المفاتيح، بالإضافة إلى فهرسة كل شيء على الكمبيوتر، بما في ذلك الملفات والمجلدات والحافظة (العناصر التي تم نسخها) والأحداث ومحتوى التطبيقات والرسائل وحتى المستندات من الخدمات السحابية الخارجية، إلى جانب القدرة على تنفيذ مهام داخل التطبيقات المفتوحة.

يتميز Spotlight الآن بسرعة فائقة ودقة في ترتيب النتائج، مع قدرة على دمج البيانات من جميع أنحاء النظام والتطبيقات الخارجية، ما يوفر تجربة بحث مركزية وذكية للغاية. هذه التحسينات جعلت Spotlight يتفوق بوضوح على بدائل الطرف الثالث مثل Alfred وRaycast، وأصبح أداة لا غنى عنها في نظام macOS 26. لذلك نرى أنه قد حان الوقت لكي تقوم مايكروسوفت بتحسين تجربة البحث في ويندوز، ونعتقد ان هذه مهمة سهلة باعتبار أن الشركة لديها أدوات ربما تُعادل قوة Spotlight مثل Command Palette و PowerToys Run لكنها غير مدمجة في نظام ويندوز، للأسف!

تُعاني أداة إدارة الملفات الافتراضية "File Explorer" في ويندوز منذ سنوات من محدودية خيارات تنظيم وتخصيص المجلدات، حيث تقتصر إمكانياته غالبًا على تغيير اسم المجلد أو أيقونته، دون وجود خيارات متقدمة تُسهل الوصول أو التمييز بين المجلدات الموجودة في مكان واحد. هذه المشاكل تصبح أكثر وضوحًا عند مقارنة ويندوز بنظام macOS، خاصة مع التحديثات الأخيرة في macOS Tahoe التي نقلت تجربة تنظيم وتخصيص المجلدات إلى مستوى آخر.

في أداة Finder لإدارة الملفات على macOS، يمكن للمستخدمين منذ فترة طويلة الاستفادة من نظام الوسوم (Tags)، حيث يمكن إضافة علامة لأي ملف أو مجلد، ومن ثم الوصول إلى جميع العناصر المرتبطة بتلك العلامة بضغطة واحدة فقط، حتى لو كانت موزعة في أماكن مختلفة أو حتى على خدمات سحابية. مع تحديث macOS Tahoe، أصبح بالإمكان أيضًا تغيير لون أيقونة المجلد مباشرة، وإضافة رموز أو إيموجي مخصصة لكل مجلد، مما يُسهل من العثور على الملفات وتنظيمها بشكل أكثر سهولة وفعالية بحيث لم يعد المستخدم بحاجة إلى قراءة اسم كل مجلد — نأمل أن تأتي مايكروسوفت بأدوات مماثلة إلى ويندوز 11 قريبًا.

واحدة من أبرز نقاط القوة في نظام macOS Tahoe الجديد هي الاتساق البصري والتصميمي عبر جميع تطبيقات النظام. فقد أعادت آبل تصميم واجهات أنظمة iOS وiPadOS وmacOS بشكل موحّد باستخدام واجهة "الزجاج السائل" Liquid Glass، فأصبحت جميع التطبيقات تبدو وكأنها جزء من منظومة واحدة متكاملة. الأزرار متشابهة، الحركات الانتقالية سلسة، وهناك لغة تصميم بصرية واضحة تجعل تجربة الاستخدام أكثر أناقة واحترافية وراحة للعين.

في المقابل، هناك حالة من العشوائية الواضحة في نظام الويندوز، وهو ما قمنا بتأكيده في مقال سابق حول العيوب التصميمية التي تفسد تجربة ويندوز 11 وكان من بينها انعدام تناسق واجهة المستخدم. من الواضح ان ويندوز يفتقر إلى الاتساق الموجود في macOS Tahoe، على سبيل المثال، ستجد أن بعض عناصر File Explorer تظهر بتصميم أبيض عند تفعيل الوضع الداكن، في حين تظهر قوائم الخيارات – التي تظهر عند الضغط كليك يمين – بتصاميم بالية وقديمة! يزداد الأمر إرباكًا حتى بين تطبيقات الطرف الأول إذ يبدو بعضها حديثًا وبعضها الآخر المبني على الويب (مثل Outlook) قديمًا. المسألة ليست فقط في الزوايا أو المؤثرات البصرية، بل في مدى تطبيق فلسفة التصميم على كل مكون وكل تطبيق ضمن النظام بشكل موحّد ومتسق.

بالعودة لتحديث Spotlight في macOS Tahoe سنجده أحدث نقلة نوعية في مفهوم البحث، حيث لم يعد مجرد شريط للعثور على الملفات أو التطبيقات، بل أصبح مركزًا للإنتاجية وتنفيذ المهام الفورية. الآن يمكنك تنفيذ مئات الإجراءات مباشرة من Spotlight دون الحاجة لفتح التطبيقات نفسها؛ على سبيل المثال، يمكنك كتابة "Send email" ووضع العنوان والموضوع والرسالة، ثم إرسالها فورًا من داخل شريط البحث نفسه دون الحاجة إلى فتح تطبيق Apple Mail لإرسال رسالة إلكترونية. كذلك يمكنك إنشاء تذكير في تطبيق Reminder، أو تشغيل بودكاست، أو إضافة عنصر إلى قائمة التسوق وكل ذلك دون مغادرة نافذة Spotlight.

هذه القدرات الجديدة مدعومة بذكاء اصطناعي على الجهاز يحدد الإجراءات الأكثر صلة بناءً على عاداتك وسياق عملك الحالي، وبما أن المطورين يمكنهم الآن دمج تطبيقاتهم مع Spotlight بسهولة، فإن المجال أصبح مفتوحًا أمام إمكانيات لا حصر لها لتنفيذ أوامر معقدة أو مخصصة بسهولة وسرعة. بفضل هذه التحسينات، أصبح Spotlight أداة مركزية للتحكم بالنظام والتطبيقات، ويوفر تجربة إنتاجية سلسة وموحدة لم يسبق لها مثيل في الأنظمة التشغيلية الأخرى لأجهزة الكمبيوتر.