كيفية اختيار نموذج ChatGPT المناسب لاحتياجاتك !

منذ قدّمت OpenAI إصدارها الأوّل من ChatGPT عام 2022، عكفت الشركة على تطوير نموذجها اللغويّ مُسبق التدريب، وسعت لإصدار المزيد من النماذج المُحسّنة لتعزيز أدائه وتوفير مزايا إضافيّة لكسب ثقة عُملائها، وقد طرحت منذ ذلك الوقت إصدارات عديدة بأسماء متنوّعة يحتوي كُلّ منها على ميزات مُحسّنة في بعض الجوانب. رُبّما يعتقد البعض بشكل تلقائيّ أنّ أحدث إصدار من ChatGPT هو الأكثر تقدّمًا والأفضل أداءًا، ولكنّه اعتقاد خاطئ إذ لا تسير الأمور في الحقيقة على هذا النحو، فهُناك إصدارات يتمّ طرحها في وقت مُتزامن تقريبًا مع بعضها البعض. هل أصبحت مُتحيّرًا أكثر الآن بشأن اختيار إصدار ChatGPT الأفضل؟ لا داعي للحيرة، فبعد قراءة هذه المقالة سوف تتّضح لك الأمور وتكون قادرًا على اختيار الإصدار المُناسب لك من ChatGPT.

يتمتّع كُلّ إصدار من ChatGPT بمجموعة من المزايا والإمكانيّات التي تجعله فعّالًا ومُناسبًا لأداء فئة مُعيّنة من المهام بصورة أفضل من ناحية، بينما من النواحي الأخرى فقد تشوبه بعض أوجه القصور التي تحدّ من فاعليّته في مهامٍ أخرى.

 تستند بعض نماذج ChatGPT على سبيل المثال إلى نماذج ذكاء اصطناعيّ مُتعدّدة الوسائط (Multimodal)، ممّا يجعلها قادرة على مُعالجة الصور والموسيقى ومقاطع الفيديو بكفاءة عالية، بينما تعتمد إصدارات أخرى على نماذج لغويّة أكثر تفوقًا ممّا يجعلها أفضل من غيرها في مُعالجة وتحليل النصوص المكتوبة، وفهم سياقاتها واستخلاص النقاط المحوريّة منها وإنشاء النصوص الجديدة.

يتوقّف اختيار النموذج المُناسب من ChatGPT في الأساس على الغرض الذي يدفعك لاستخدام التطبيق، وعلى نوع المهام أو المُطالبات التي تستعين فيها بنموذج الذكاء الاصطناعيّ في ChatGPT. كذلك قد تختلف الإصدارات عن بعضها من حيث حداثة المعلومات التي دُرّبت عليها، كما تختلف في الحدّ الأقصى المسموح به من المُطالبات شهريًّا، وفي سُرعة الاستجابة وزمن الوصول، وهي الفترة الزمنيّة التي تمضي بعد إدخال المُستخدم لمُطالبته، وحتّى يتلقّى الاستجابة عليها من ChatGPT، وفي التكلفة أو رسوم الاشتراك الشهريّ لكُلّ إصدار. وبالتالي، عندما يعتمد المُستخدم على النموذج الخاطئ من ChatGPT، فمن المُحتمل ألّا يكون هذا النموذج فعّالًا من حيث الإنتاجيّة، كما أنّ المُستخدم سيُنفق المال والوقت من دون أن يحصل على استجابة تتمتّع بالجودة الكافية.

تنويه: إمكانية اختيار النموذج المستخدم في ChatGPT متاحة فقط للمشتركين في الخطط المدفوعة مثل Plus وPro وTeam وEnterprise. أما المستخدمون في الخطة المجانية، فيتوفر لهم الحد الأدنى من التحكم في اختيار النموذج.

يُعدّ نموذج المحوّل التوليديّ مُسبق التدريب GPT-4o، والذي طرحته شركة OpenAI لأوّل مرّة في مايو 2024، واحدًا من أحدث وأفضل النماذج التي أصدرتها OpenAI. يتميّز هذا الإصدار بقُدرة عالية على الاستدلال المنطقيّ المُتقدّم واستخراج البيانات وتصنيفها والقيام بعمليّات التفكير اللفظي المتقدمة مقارنةً بالنماذج المُستخدمة في إصدارات ChatGPT السابقة، ممّا يجعله خيارًا مثاليًا لأداء المهام الروتينيّة اليوميّة كتلخيص المقالات المطوّلة، أو استخلاص الملاحظات والنقاط الرئيسيّة الهامّة من الاجتماعات، أو صياغة رسائل البريد الإلكترونيّ، وتبادل الأفكار، وتدقيق التقارير، وغير ذلك.

يوفّر هذا النموذج خيارات إدخال مُتعدّدة الوسائط، على الرغم من أنّ مخرجاته مُتعدّدة الوسائط لا تتمتّع بالجودة الكافية، ولكنه لا يزال قادر على أداء مهام مثل تحرير الصور وملفّات الصوت والفيديو، وحتّى تحليل البثّ المُباشر لمقاطع الفيديو. يتميز نموذج GPT-4o أيضًا بسرعة الاستجابة مُقارنةً بالنماذج السابقة، ويتمتّع بزمن وصول قدره 0.41 ثانية، وهو مُدرب على مجموعة البيانات والمعلومات المتوفّرة على شبكة الإنترنت حتّى أكتوبر 2023، ممّا يجعله مُناسبًا من حيث السُرعة والدقّة للمهام اليوميّة والمُطالبات السريعة.

طُرح نموذج GPT-4.5 لأوّل مرّة في فبراير 2025 بمزايا مُحسّنة من خلال المعالجة غير القائمة على تسلسل الأفكار لتعزيز قُدرته على تمييز الأنماط، واستخلاص الروابط، وتوليد رؤى إبداعيّة دون تفكير، ولتوفير أداء أفضل، وخاصّة للمهام التي تتطلّب إبداعًا بشريًا، إذ يتمتّع هذا النموذج بدرجة عالية من الذكاء العاطفيّ، والحدس البشريّ والقُدرة على التواصل بشكل واضح حتّى أنّ الرئيس التنفيذيّ لشركة OpenAI وصفه بأنّه أوّل نموذج يُشعرك وكأنك تتحدث إلى شخص مُفكّر.

يجعله ذلك مُناسبًا للتواصل مع المُستخدم، والعصف الذهنيّ، وتبادل الأفكار، وكتابة المنشورات وصياغتها بصورة جذّابة، وكتابة المحتوى الترويجيّ، وهو ما يعني إمكانيّة الاستفادة منه للحصول على الأفكار وصياغة محتوى التسويق للمنتجات والعلامات التجاريّة. يتمتّع نموذج GPT-4.5 بسُرعة استجابة عالية، وهو مُدرّب على مجموعة البيانات والمعلومات المتوفّرة حتّى يناير 2025 وهو ما يعني أنّه يمتلك قاعدة معرفيّة أحدث وأوسع من أيّ نموذج آخر متوفّر حتّى الآن.

استخدم نموذج GPT-4.1 للمهام البرمجية

يتميّز نموذج OpenAI o4-mini بكونه نموذجًا مُصغّرًا مُحسّنًا للاستدلال السريع وعمليًّا من حيث الحجم والتكلفة. يتفوّق نموذج OpenAI o4-mini على النماذج السابقة في قُدرته على التعامل مع المهام التقنية السريعة والمباشرة. ولذلك، يُعدّ هذا النموذج خيارًا مُناسبًا للمهام التقنيّة البسيطة التي لا تتطلّب حلولًا مُعقّدة، كالمهام البصريّة، وحلّ المسائل الرياضيّة التي لا تتطلّب تفكيرًا عميقًا، والمهام البرمجيّة البسيطة كالتصحيح السريع للأكواد البرمجيّة. يُتيح نموذج OpenAI o4-mini حدود استخدام أعلى بكثير من نموذج OpenAI o3 ممّا يجعله أداة عالية الإنتاجيّة لأداء المهام البسيطة المُرتبطة بالبرمجة والهندسة والعلوم والرياضيات وعلوم البيانات.

أمّا بالنسبة للمهام التقنيّة الأكثر تعقيدًا، فإنّ استخدام نموذج OpenAI o4-mini-high يُعدّ هو الخيار الأمثل. يستغرق النموذج وقتًا أطول من النماذج السابقة للتفكير، وهو ما ينعكس بشكل واضح على قُدرته الأكثر تفوّقًا على إنجاز المهام الرياضيّة والتقنيّة والبرمجيّة المُتقدّمة، ممّا يجعله مُناسبًا للمهام التي تتطلّب دقّة أعلى مثل الشرح المفصل للخوارزميات الحاسوبيّة وكتابة الأكواد البرمجيّة المعقّدة وحلّ المسائل الرياضيّة التي تتطلّب تفكيرًا أكثر عُمقًا.

لا تقتصر قُدرة نموذج OpenAI o3 على إنجاز المهام التقنيّة المُعقّدة فحسب، بل يكمن تفوّقه على نموذج OpenAI o4-mini-high في قُدرته على إنجاز المهام التقنيّة المُعقّدة مُتعدّدة الخطوات، كمُشكلات البرمجيّة والمسائل الرياضيّة التي تتطلّب تحليلًا مُتعدّد الجوانب، والتي قد لا تكون حلولها واضحة. يتميّز النموذج بقدرته على إنشاء فرضيّات جديدة وتقييمها نقديًا ممّا يجعله مُناسبًا للاستخدام في المهام التي تتطلّب تحليلًا مُتعدّد الخطوات مثل وضع الاستراتيجيات لتوسيع الأعمال من خلال تحليل ديناميكيّات السوق والمنافسة، أو مراجعة سجلّات النظام من مختلف الخدمات المُصغّرة لإيجاد استراتيجيات لتحسينه. كما يدعم النموذج أيضًا المُدخلات مُتعدّدة الوسائط، و يتميّز بأدائه القوي في المهام البصريّة مثل تحليل الصور والمُخطّطات والرسومات.

صُمّم نموذج OpenAI o1 الاحترافيّ بشكل خاصّ لإنجاز المهام التي تتطلّب تحليلًا مُفصّلًا. لا يتمتّع هذا النموذج بسُرعة استجابة كبيرة، وهو ما يعني أنّه يستغرق وقتًا أطول في التفكير قبل إعطاء مُخرجات تتمتّع بدقّة عالية، ممّا يجعله مُناسبًا للاستخدام في المجالات التي تمتلك نسبة مخاطر مُرتفعة حيث يُمكن أن يترتب على الأخطاء خسائر فادحة، كما هو الحال في القطاعات المالية والقانونيّة وفي مجالات الرعاية الصحّية، وبالتالي يُعدّ هذا النموذج مُناسبًا للاستخدام في مهام مثل تصميم خوارزميّات التنبّؤ الماليّ أو وضع الاستراتيجيّات والسياسات القائمة على فهم الأنماط وتحليل السوق بشكل مُفصّل.

يُمكن اختيار نموذج ChatGPT المُناسب من بين النماذج السابقة بناءًا على نوع المهام المطلوبة منه. تتكامل نماذج ChatGPT الحديثة مع بعضها البعض لدرجه تجعل من الصعب أن تجد نموذج واحد يفي بمُتطلّبات جميع المُستخدمين، ويُوفّر لهم أداءًا مُحسّنًا على كافّة المُستويات. بل رُبّما يحتاج بعض المُستخدمين للتبديل بين أكثر من نموذج ChatGPT للحصول على أفضل أداء مُمكن من هذه النماذج عند الحاجة لإنجاز مجموعة واسعة من المهام المُختلفة.