لا تزال شركة نوكيا تحتل مكانة خاصة في قلوب الكثيرين حتى يومنا هذا، لاسيما
بالنسبة لمعظم شباب اليوم، حيث كانت هواتف الشركة الفنلندية هي السائدة خلال فترة
طفولتهم ومراهقتهم، بل ومع التنوع الكبير لهذه الهواتف آنذاك، فقد تركت أثرًا لا
يُمحى بسهولة. قبل انهيارها في نهاية العقد الأول من الألفية، كانت نوكيا بلا شك
أكبر شركة للهواتف
في العالم، حيث
سيطرت على 50% من سوق الهواتف العالمي. هذه الهيمنة منحتها الجرأة لتقدم تصاميم فريدة لهواتفها تحدت المفاهيم
التقليدية وعكست روح الابتكار التي لطالما تميزت بها. صحيح وقتها لم تكن
شاشات اللمس
قد سيطرت حقًا، وسباق أحجام الشاشات كان أمرًا يبدو غبيًا، إلا أن ذلك أعطى
نوكيا مساحة للإبداع والابتكار. في هذا المقال، سنستعرض بعضًا من أغرب
وأكثر التصاميم التي أثارت الدهشة والاستغراب والتي، وإن لم تكن دائماً
ناجحة تجاريًا، فقد تركت بصمة لا تُنسى بالنسبة لمقتنييها.
أغرب الهواتف التي قدمتها نوكيا
هاتف Nokia N91
طُرح هذا الهاتف عام 2005 وسُوّق كـ "هاتف للموسيقى" كونه يحمل سماعات معتمدة من
شركة Harman Kardon ويحتوي مدخل سماعة 3.5 ملم بالإضافة إلى أدوات مخصصة وأزرار
للتحكم في الوسائط. حتى الآن يبدو مجرد هاتفًا بفكرة جديدة تميزه عن طرازات نوكيا
في ذلك الوقت، لكن الغريب حقًا – وأريدك أن تستوعب ذلك – هو كونه يحتوي قرص صلب
من نوع HDD بدلاً من استخدام ذاكرة فلاش التقليدية لتخزين البيانات. نعم! فقد
تعاونت نوكيا مع شركة Toshiba لتزويد هاتف N91 بقرص صلب ميكانيكي، وبطريقة ما
أصبح الهاتف يحتوي أصغر هارد HDD في العالم ويعمل بنفس آلية الأقراص الصلبة
الخاصة بالحواسيب، حيث يتكون من أسطوانات وإبرة لقراءة وكتابة البيانات، بل وكان
من السهل سماع الأجزاء المتحركة بالداخل عند استخدام الهاتف في بيئة هادئة. ليس
ذلك فحسب، هذا الهارد يتوفر بسعة 4 جيجابايت ويمكن استبداله بآخر ذو سعة 8
جيجابايت. لم تتكرر هذه التجربة في طرازات نوكيا اللاحقة فعلى ما يبدو أن الشركة
أدركت أن وجود هارد يحتوي أجزاء متحركة وحساسة في هاتف محمول ليست بفكرة جيدة!
هاتف Nokia 7600
أُطلق هذا الهاتف عام 2003، بعد النجاح الكبير لهواتف نوكيا الأولى ذات الشاشات
الملونة. لكن بدلاً من الشكل المستطيل التقليدي، جاء Nokia 7600 بتصميم أقرب
للمربع مع زاويتين حادتين وأخريين منحنيتين. وبالتأكيد التعامل مع الهاتف كان
يتطلب استخدام كلتا اليدين معًا بسبب شكله الغريب وتوزيع الأزرار على جانبي
الشاشة. الشاهد أن الهاتف لم يحقق مبيعات كبيرة، لكنه لم يكن مخططًا له البيع
على نطاق واسع، بل يمكن القول أنه كان أقرب لإكسسوار أو قطعة فنية أكثر من كونه
هاتفاً عمليًا.
هاتف Nokia 3650
للوهلة الأولى، يبدو هذا الهاتف مشابهًا للغاية لهاتف Nokia 6630 المحبوب، حيث
يستخدم نفس التصميم المكون من مستطيل في الجزء العلوي وشكل شبه دائري في الأسفل.
ورغم اعتبار نوكيا أن 3650 هاتفًا ذكيًا كونه يعمل بنظام Symbian Series 60، إلا
أن التعامل معه لم يكن سهلاً أبداً بسبب لوحة المفاتيح الغريبة، فقد بدت وكأنها
محاولة لتقليد طريقة توزيع الأرقام على الهواتف القديمة التي تستخدم قرصًا دواراً
للطلب.
هاتف Nokia N-Gage
متأثرة بالنجاح الهائل لمشغل الألعاب المحمول "Nintendo Game Boy
Advance" واعتبار أن الهواتف المحمولة عادًة ما تشهد إقبالاً كبيرًا من
المستخدمين، قررت نوكيا إصدار هاتف منافس يجمع بين مزايا الهاتف وخصائص مشغل
الألعاب المحمول في نفس الوقت. النتيجة كانت هاتف N-Gage وخلفه N-Gage QD. قدما
الأثنين مجموعة مثيرة للإعجاب من الألعاب، بما في ذلك إصدار من Call of Duty.
لكن بشكل عام، كان الجهاز سيئاً كمشغل ألعاب، وأسوأ كهاتف. لذلك سرعان ما أوقفت
الشركة إنتاجه بعد مبيعات مخيبة لم تتجاوز 3 ملايين نسخة (مقارنة بـ 81 مليون
نسخة من Game Boy Advance).
هاتف Nokia 7280
صدر هذا الهاتف في أواخر عام 2004، ولسبب ما كان تصميمه يحاكي شكل أدوات
المكياج! لدرجة أنه عرف وقتها بـ "The Lipstick Phone" ويعتمد التصميم على
اللونين الأسود والأحمر كألوان رئيسية للهاتف. القطعة القماشية التي تحمل اسم
Nokia وتظهر من طرفه زادت من شبهه بأدوات التجميل أكثر من كونه هاتفًا أيضًا.
ونظرًا لأبعاده الصغيرة للغاية (115×32×19 ملم)، افتقر هذا الهاتف إلى لوحة
مفاتيح تقليدية. بدلاً من ذلك، اعتمد على حلقة دوارة لإدخال الأرقام والأحرف،
والتي عملت أيضًا كأزرار الأسهم الأربعة للاتجاهات.
هاتف Nokia 7700
رغم أن هذا الهاتف لم يصل إلى الأسواق فعليًا، إلا أنه يستحق الذكر في هذه
القائمة لأنه كان من المفترض أن يكون أول هاتف ذكي من نوكيا يركز على الوسائط
بالدرجة الأولى، فالهاتف الذي أُعلن عنه عام 2003 كان يمتلك شاشة كبيرة بقياس 3.5
بوصة تدعم اللمس، لكن اللمس الذي يعتمد على الضغط على الشاشة وليس السحب لكنها
لاتزال طفرة آنذاك.، كما لا يحتوي لوحة مفاتيح تقليدية مُدمجة به بل كيبورد تظهر
على الشاشة. كان من المقرر أيضًا أن يتضمن متصفح ويب كامل على غرار أجهزة
الكمبيوتر. لكن على أي حال، لم يُطرح هذا الهاتف أبدًا في الأسواق، لكن طُرح
لاحقاً طراز مشابه هو Nokia 7710 في عام 2004.
هاتف Nokia 3220
بالنسبة للكثيرين، قد يبدو هذا الهاتف غريبًا للغاية وخارج نطاق الذاكرة
تمامًا، لكن لأي شخص شاهده يعمل ولو لمرة واحدة، من الصعب نسيانه أو نسيان لقب
"ديسكو" الذي صاحبه فور وصوله إلى الأسواق في عام 2004. جاء الهاتف مع 4 إضاءات
LED جانبية متعددة الألوان. استخدمت هذه الأضواء مع الإضاءة المتقطعة للشاشة
ولوحة المفاتيح لجعل الهاتف يتألق ويرقص مع كل مكالمة واردة، مستحقاً بذلك لقبه
الخاص! لمن لم يشاهد الهاتف سابقًا، يمكن البحث باسمه على الانترنت لتظهر عشرات
الفيديوهات التي تستعرض الهاتف وهو يتألق بأضواء مخصصة وفق نغمات الرنين
المرفقة معه.
هاتف Nokia 6800
قد يبدو هذا الهاتف عاديًا للوهلة الأولى، مع شاشة صغيرة ولوحة مفاتيح رقمية
ومفاتيح الإتجاهات والتحكم المعتادة. لكن المفاجأة تكمن في احتوائه 3
لوحات مفاتيح! فإلى جانب لوحة المفاتيح الرقمية العادية المكونة من 12 مفتاحًا،
يتمتع Nokia 6800 بقابلية الفتح ليتحول إلى وضع أفقي يُظهر لوحة مفاتيح
QWERTY كاملة، مما يتيح للمستخدم الكتابة بسرعة ودقة أكبر. ومع كون الهاتف قد
صدر في وقت كانت فيه الرسائل النصية مهيمنة، فلم تكن هذه الميزة غريبة تمامًا،
لكن آلية فتح لوحة المفاتيح جعلت الهاتف يبدو غير مألوف إلى حد بعيد.
هاتف Nokia 3250
رغم تصميمه الغريب للغاية وغير المعتاد، حقق هذا الهاتف (ولاحقاً شبيهه Nokia
5700) مبيعات كبيرة وانتشارًا واسعًا. حتى اليوم، قد تشاهده مستخدمًا من قبل
البعض، وإن كان قد يكون على وشك التفتت. على أي حال، الميزة الفريدة في هذا
الهاتف هي جزؤه السفلي القابل للتدوير، ففي الوضع العادي، تظهر لوحة المفاتيح
الرقمية، ولكن عند تدوير هذا الجزء 90 درجة للأمام أو الخلف، تفتح الكاميرا
تلقائيًا وينتقل إلى وضع التصوير. أما عند تدويره بمقدار 180 درجة، تظهر مفاتيح
التحكم بالموسيقى ويعمل كمشغل للموسيقى. ورغم تصميمه الغريب هذا، كان Nokia 3250
متيناً للغاية، ربما بسبب هيكله المعدني الصلب الذي جعله ثقيلاً نسبيًا. كان هذا
الهاتف أيضًا من أوائل الهواتف التي تستخدم بطاقات MicroSD بدلاً من MMC أو
MiniSD.
هاتف Nokia 5510
النظرة الأولى على هذا الهاتف تجعلك تعتقد وكأنه نسخة معدلة بالفوتوشوب من الهاتف
المحبوب وواسع الانتشار Nokia 3310. لكن رغم التشابه التصميمي الكبير، كان هذا
الهاتف غريبًا للغاية ليس فقط لاحتوائه على لوحة مفاتيح كاملة، بل كان يخزن 150
رسالة كحد أقصى فقط. ومع أن كل شيء فيه يجعله يبدو متخلفاً تقنيًا، إلا أنه كان
يدعم تشغيل الموسيقى وتسجيل الصوت مباشرة أو من راديو FM (الذي كان مدمجًا فيه
أيضًا). بشكل عام، بدا الهاتف أقرب إلى تجربة أو مزحة، لكنه كان حقيقيًا تمامًا
ومتاحًا للشراء مع نهاية عام 2001.