جهاز هواوي الفائق: عندما تتناغم الأجهزة الذكية لخلق تجربة مكتبية فريدة



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


لسنوات، عملت كُلًا من مايكروسوفت وجوجل وآبل على بناء نظام بيئي متكامل يضمن تشغيل جميع أجهزتها المختلفة بسلاسة تزامنًا مع أنظمة التشغيل في محاولة لمنح المستخدمين تجربة سلسة بين هواتفهم الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية. وبالفعل، يتيح لك تكامل مايكروسوفت مع أندرويد عرض إشعارات هاتفك من جهاز ويندوز متصل، وإرسال واستقبال الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية، وعرض الصور من الهاتف، وغير ذلك الكثير.  كما يتوفر لمستخدمي آبل المزيد من الخيارات إذا كانوا يستخدمون جهاز ماك مع آيفون. الفكرة العامة هنا هي تقديم مجموعة من الأجهزة الذكية القادرة على التزامن مع بعضها والاتصال معًا دون أي مشكلة.

يجب أن يكون الاتصال لاسلكيًا بالأجهزة المختلفة التي تمتلكها معًا، سواء كان ذلك للتعاون في تنفيذ مهام معينة أو لنقل الملفات بينها، أمرًا بسيطًا للغاية، ولكن غالبًا ما يكون العكس. هذا ما دفع شركة Huawei إلى ابتكار نظام الاتصال اللاسلكي Super Device والذي يهدف إلى حل مشكلة "الاستخدام المجزأ للأجهزة" التي تواجه الكثير منا مع المزامنة عبر الأجهزة الذكية المختلفة.

إذًا فما هو نظام Super Device وكيف يعمل، وماذا يعني لمستقبل الأجهزة المكتبية الذكية ؟


ما هو جهاز هواوي الفائق ؟



تجاوز جميع الكلمات الطنانة في الفيديوهات الإعلانية الترويجية للجهاز، وستكتشف في النهاية أن Super Device هو، في أبسط صوره، عبارة عن Ecosystem خاص بأجهزة هواوي يتيح توصيل أجهزة متعددة معًا بشكل لاسلكي لتلبية الاحتياجات المتنوعة بحيث تعمل كما لو كانت جهاز واحد خارق – لذا أطلق عليه اسم Super Device – بميزات متعددة وقدرات فائقة.

تعمل هذه المنظومة مع منتجات Huawei فقط، فلا يمكنك استخدام مميزات Super Device إذا كنت تمتلك هاتفًا ذكيًا أو كمبيوتر من علامة تجارية مختلفة. كما يجب أن تكون مشتركًا بشكل كامل مع أجهزة Huawei وأن تمتلك هاتفًا ذكيًا وجهاز كمبيوتر وجهازًا لوحيًا وسماعات رأس لاسلكية من الشركة وما إلى ذلك، ولكن هذا متوقعًا فهناك خواص في أجهزة آبل مثلًا كخاصية AirDrop تعمل فقط مع أجهزة الشركة.

يعتمد ما يمكنك فعله باستخدام Super Device على إمكانات الأجهزة التي يتألف منها، على سبيل المثال يُمكنك ربط الجهاز اللوحي HUAWEI MatePad مع شاشة HUAWEI MateView لتدوين الملاحظات أثناء مكالمة جماعية، مشاركة الشاشة وسحب الملفات وإفلاتها بين لابتوب HUAWEI MateBook والتابلت.


بشكل عام، تستفيد منظومة "الجهاز الفائق" من تقنية المشاركة السلسة التي وصفتها هواوي بأنها ميزة رئيسية لمنصة HarmonyOS منذ طرحها، وهذه هي المرة الأولى التي نراها حقًا قيد التنفيذ.

نظرًا لأن شركة هواوي لم تعد تستخدم نظام التشغيل أندرويد مع خدمات GMS بسبب العقوبات الأمريكية، فإن الشركة تتمتع بحرية أكبر في التعامل مع النظام الأساسي للسماح بالتكامل السلس بين جميع الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية.

يعد جهاز هواوي الفائق ببساطة منصة الاتصال الأساسية التي تتيح جميع الميزات التي يحصل عليها مستخدمو أندرويد مع تطبيق My Phone الأساسي من مايكروسوفت مع أخذ بعض الميزات التي يحبها مستخدمي منتجات آبل أيضًا.


وبالنسبة لآلية العمل، فإن "هواوي" تعتبر جهاز الكمبيوتر المكتبي أو اللابتوب هو المركز لنظام Super Device، حيث تأتي تلك الأجهزة مع تطبيق Huawei Control Panel المُثبت مُسبقًا والذي يمكن من خلاله توصيل أو إقران أجهزة هواوي الأخرى بالكمبيوتر.

ببساطة، طالما أن لديك الأجهزة الذكية المناسبة من هواوي، تستطيع تفعيل هذا الـ Ecosystem بعد تشغيل تطبيق Huawei Control Panel والذي بدوره سيعرض الأجهزة القريبة على لوحة تشبه الخريطة، وطالما أن الأجهزة متصلة بنفس شبكة الواي فاي، ستظهر على الخريطة على هيئة رموز عائمة، وما عليك سوى ان تسحبها إلى المنتصف للاتصال والاقتران بسهولة.

مميزات جهاز Super Device الجديد



كما تتوقع، يسمح الجهاز الفائق من هواوي للمستخدمين بعكس شاشة هواتفهم الذكية على أجهزتهم التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز، ولكنه يرفع سقف الطموحات بجدية من خلال السماح لك باستخدام ما يصل إلى ثلاث تطبيقات من هاتفك الذكي جنبًا إلى جنب في نفس الوقت، مما يُمكنّك بشكل أساسي من إنجاز جميع المهام اليومية بسهولة.

يسمح لك جهاز هواوي الفائق أيضًا باستخدام أجهزة متعددة كوحدة واحدة أكثر كفاءة وتعاونًا، مما يمنحك وظيفة السحب والإفلات للصور ومقاطع الفيديو والملفات الأخرى بين هاتفك الذكي أو الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي مع دعم الماوس ولوحة المفاتيح عبر الثلاث أجهزة. وإذا كنت تعمل على سطح المكتب أو الكمبيوتر المحمول وتحتاج إلى شاشة ثانية لعملك، فسيسمح لك Super Device باستخدام جهازك اللوحي كمرآة أو شاشة ممتدة لمنحك مساحة عمل أكبر تساعدك على زيادة الإنتاجية والكفاءة في العمل، أو استخدام شاشة هواوي HUAWEI MateView لتحرير العروض التقديمية والصور وتبادل رسائل البريد الإلكتروني في آن واحد بفضل الحجم الكبير لهذه الشاشة.

بالطبع، يتمثل القيد الرئيسي لـ Super Device في أنه يقتصر على نظام هواوي البيئي ومتاح فقط على أجهزة الكمبيوتر المحمولة الجديدة وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام HarmonyOS الموحد الجديد. الجدير بالذكر أن الشركة تعمل بأسرع ما يمكن لتحديث جميع الأجهزة التي تم إصدارها على مدار آخر 12 إلى 18 شهرًا إلى السوفتوير الجديد، ولكن لا يزال أمامها مشوار طويل نوعًا ما.


بشكل عام، لا تقتصر فكرة جهاز هواوي الفائق على توصيل الأجهزة الفردية معًا، بل يتعلق الأمر بجمعهم لتشكيل تجربة مكتبية ذكية تهدف إلى تعزيز التعاون السلس بين الأجهزة وتوفير عدد من الميزات الرائعة التي تساعد على العمل بكفاءة وزيادة الإنتاجية، بل وتمثل فرصة فريدة لإعداد مكتب عمل لا يقل احترافية عن تلك الخاصة بالشركات.

آمل أن تهتم الشركات المنافسة، مثل مايكروسوفت وآبل وجوجل، بما أنجزوه من تحقيق النظام البيئي الذي يجمع أجهزتهم وأن يكونوا قادرين على إضافة ميزات مماثلة إلى تلك الموجودة في جهاز هواوي الفائق. نحن في عام 2022 ولا يوجد سبب حقيقي لضرورة التعامل مع أجهزتنا الذكية كالهاتف والتابلت واللابتوب كأجهزة قائمة بذاتها بدون القدرة على دمجهم معًا.

وفي حال كنت تنوي الانضمام إلى نظام هواوي البيئي وخوض التجربة، فأنصحك أن تفعل الآن حيث يوجد حاليًا خصم الجهاز الفائق حيث يمكنك شراء حزم كاملة مرة واحدة تتضمن الأجهزة الأساسية المتوافقة مع Super Device وبأسعار معقولة، مثل حزمة Super Device الأساسية التي تتألف من شاشة MateView ولابتوب MateBook Pro X وتابلت MatePad Pro. أو حزمة Smart Work الأقل تكلفة، وهناك أيضًا حزمة مصممة للمهام البسيطة Smart Office وحزمة مصممة للترفيه والتسلية Smart Life.


ختامًا: هناك إمكانات كبيرة في نظام الاتصال المبسط الخاص بجهاز هواوي الفائق. لقد تغيرت حياتنا العملية، ومن المرجح أن تستمر في التغيير، حيث لم تعد بيئة المكتب مكان عمل دائم للجميع بعد الآن. سيصبح اتصال واحد وسريع وبسيط وموثوق بين الأجهزة أكثر فائدة وراحة للجميع. هذه هي الطريقة التي تم بها الترويج لـ Super Device الذي ينضم إلى العديد من مجهودات هواوي الأخرى من أجل تطوير النظام البيئي الخاص بأجهزتها.

من الرائع رؤية هواوي تقدم على هكذا خُطوة لإنشاء أجهزة متماسكة ومترابطة معًا وإدارتها سويًا بسهولة، وبالتالي تبسيط العملية المزعجة في كثير من الأحيان لتوصيل الأجهزة ببعضها، وهو ما نتوق جميعنا لتنفيذه في جميع سيناريوهات استخدامنا اليومية من أجل توفير الكثير من الوقت والمجهود.

جهاز هواوي الفائق الجديد هو أبرز إنتاجات هواوي التقنية في العام الحالي من وجهة نظرنا، خطوة إلى الأمام من أجل ربط جميع الأجهزة التقنية تحت عباءة جهاز ونظام واحد فقط من أجل سهولة التحكم. أرى أن المشكلة الأساسية تتمثل في عدم التوافق مع أجهزة هواوي القديمة التي لا تعمل بنظام التشغيل Harmony الجديد ولكن يُمكن حل تلك المعضلة عن طريق سرعة إرسال الشركة لتحديثات السوفتوير لجميع المستخدمين.

تعليقات