الأسباب التي تدفعنا لاستخدام الفيسبوك لوقت طويل والتفاعل معه



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


يتزايد عدد مُستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي ملحوظ خاصةً منصة فيسبوك، حيث يبقى المُستخدمين لفترات طويلة جداً في بعض الأحيان على ذلك الأخير دون أن يشعرون بمرور الوقت حتى! فـ كم من مرة قمت فيها كمُستخدم لهذه المنصة بفتح تطبيق الفيسبوك على هاتفك للقيام بشيء مُحدد ووجدت نفسك مُنساقاً في أمور مُغايرة تماماً ونسيت الأمر الذي كنت تود القيام به؟

على الرغم من الجهود التي يبذلها البعض في تقليص أوقات استخدامهم لهذه المنصة وغيرها إلى أن الأمر لا يُجدي نفعاً كبيراً، وذلك يعود إلى العديد من العناصر النفسية والمُلهيات التي أكتشفتها بعض الدراسات حول هذا الموضوع، لذا إليك هذه النظرة المُقربة لبعض الأسباب التي تدفعنا لاستخدام الفيسبوك لوقت طويل والتفاعل مع محتواه بكثرة.


بدايةً، لماذا نتفاعل مع فيسبوك كثيرًا؟

كشفت الكثير من الدراسات ما يحدث بالضبط في أدمغتنا عندما نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي وعلى وجه التحديد فيسبوك، إذ أن أحدهم قد اكتشف وجود علاقة قوية بين الفيسبوك ومركز المُكافأة في الدماغ الذي يُسمى "Nucleus Accumbens" حيث يُعالج هذا المركز الأحاسيس التي نشعر كأنها مُكافأة لنا كالطعام والمال والقبول الاجتماعي وما إلى ذلك.

لهذا السبب عندما نحصل على تعليقات إيجابية على فيسبوك فإن المُخفزات والمشاعر الإيجابية تُدغدغ ذلك الجزء، فكلما زادت كثافة استخدامنا للفيسبوك زادت المشاعر التي يُثيرها ذلك القسم من الدماغ، كما سجلت دراسة أخرى ردود فعل المتطوعين المُختلفة أثناء استخدام الفيسبوك كاتساع حدقة العين والانغماس التام (كأن الشخص يعمل في مشروع أو مهارة جديدة).


لمَ يستخدم الناس أزرار التفاعل بكثافة؟

أحد أهم العناصر التي تُساعد المُستخدمين على التفاعل مع المحتوى المُقدم من قبل الأصدقاء أو الصفحات هو زر الايك - Like الأساسي في هذه المنصة الذي وجد منذ بدايتها ليُتيح لرواد الموقع إمكانية الإعجاب في ما قد يُشاهدونه، الأمر الذي اختصر على الناس الكثير من الكلام والاكتفاء بهذا الزر للموافقة أو الاهتمام أو التعاطف وما إلى ذلك.

مِما دفع المُستخدمين إلى التعامل مع هذا الزر كثيراً لإبداء الرأي حول الكثير من الأشياء دون الحاجة لكتابة حرف واحد، الأمر الذي دفع الشركة كذلك إلى إنشاء المزيد من أزرار التفاعل كـ (أحببته وأضحكني وأغضبني وأخرهم أدعمه) لخلق المزيد من التفاعل والمشاعر الإيجابية الواضحة بين رواد المنصة ومعرفة المزيد من المعلومات والميول المخفية لدى مُستخدمي المنصة.

كما أن الاستخدام المُتزايد لهذه الأزرار قد ينم في بعض الأحيان عن التضامن مع صديق ما والإعجاب بطريقة تفكيره، لذا يُمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لاكتساب التعاطف الافتراضي الذي ستنعكس آثاره إلى العالم الحقيقي لاحقاً، فكلما زاد عدد المُتفاعلين مع منشور مُعين كلما زادت نسبة السعادة والثقة بالنفس أكثر لدى صاحب المنشور.

لماذا يُعلق المُستخدمين بكثرة؟

قد تبدو الإجابة على هذا السؤال واضحة نوعًا ما فنحن نعلق عندما يكون لدينا ما نقوله ببساطة! وإن لم يكن لدينا ما نقوله نكتفي بأزرار التفاعل السابقة من أعجبني أو أحببته وما إلى ذلك، إلا أن أحد الأشياء المُثيرة للاهتمام هو كيفية تفاعل أدمغتنا مع التعليقات مُقارنةً بالإعجابات الغير كافية للتحفيز النفسي.

حيث وجدت Moira Burke التي تدرس حالة أكثر من 1200 مُستخدم للفيسبوك أن التعليقات كان لها تأثير كبير في إرضاء صاحب المنشور أكثر من الاكتفاء بمجرد إعجاب، الأمر الذي يكشف الرغبة الكبيرة لدى صاحب أي منشور في تلقي إعجابات وتعليقات وحتى مُشاركات من كل شخص يتفاعل مع منشوره وعدم الاكتفاء بشيء واحد فقط.

لماذا ننشر العديد من المنشورات؟

أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة Pew Research أنه على الرغم من أن المستخدمين يُعجبون بمحتوى أصدقائهم ويعلقون على الصور بشكل مُتكرر إلا أن مُعظمهم لا يغيرون حالتهم ولا ينشرون كثيرًا، حيث يقوم 10% فقط من مُستخدمي فيسبوك على تحديث حالاتهم بشكل يومي، و4% أكثر من مرة باليوم و25% لا يُفضلون نشر أي شيء أبداً ولا حتى وضع أي صورة أو معلومة شخصية.

ذلك أمر منطقي بالفعل نظرًا لأن نفس الدراسة أظهرت أن الإفراط في المشاركة كان أحد أكبر المُضايقات التي يتعرض لها مستخدمين فيسبوك، إلا أن إعادة النشر بصورة متكررة قد يكون سببها المُباشر حُب التواصل مع الآخرين وتقديم محتوى قيم ومُمتع ومُضحك والتعرف بالآخرين ومن أجل تنمية وتغذية العلاقات الاجتماعية أو حتى لتحقيق الذات وما إلى ذلك من الأسباب.


أخيراً، ماذا سيحدث إن لم نتفاعل معه؟

بعض الدراسات المُكتشفة كانت قَلِقة من أن فيسبوك قد يجعلنا نشعر بالوحدة أو العزلة أو الغيرة من كل هذه الحياة التي تبدو مثالية أمامنا، ويبدو أن هذا الجانب السلبي من فيسبوك يظهر في الغالب عندما نصبح مشاهدين سلبيين وليس جزءًا من التجربة، حيث أن الانخراط بهذه المنصات يَزيد من المشاعر الاجتماعية والابتعاد عنها يَزيد من مشاعر الوحدة وفقاً لبعض الدراسات الأخرى.

تعليقات

إرسال تعليق