أهمية تفعيل ميزة Night Light للتخلص من ضوء الشاشة الأزرق



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


هناك خطر حقيقي يلاحق أجسادنا بل وعقولنا أيضاً كلما جلسنا أمام شاشات الكمبيوتر من أجل العمل أو الترفيه، في الواقع هذا الخطر لا يقتصر على شاشات الكمبيوتر فحسب، وإنما يشتمل على جميع أنواع وسائل العرض سواء كانت شاشات التلفاز أو الكمبيوتر أو الهواتف الذكية. وقد أشارت بعض الأبحاث العلمية إلى التزايد المستمر في معاناة فئات كثيرة من البشر وبمختلف مراحلهم العمرية من المشاكل النفسية والعصبية نتيجة تعرضهم لساعات العمل الطويلة كل يوم أمام شاشات الكمبيوتر. ومن جهتها فقد حثت منظمات الصحة جنباً إلى جنب مع أطباء وأخصائيين أمراض العيون على ضرورة ارتداء النظارات الطبية أثناء فترات الدوام لحماية الأعين من مخاطر ضوء الأشعة المنبعثة من الأجهزة البصرية ووسائل العرض المختلفة.

ولكن هذا الخطر الكامن يمتد لأبعد من ذلك بكثير، حيث أكدت الأبحاث الطبية أن هناك فئات عديدة من موظفي الشركات بدأوا في مواجهة حالات نفسية سيئة بسبب شكواهم المستمرة من حالة النوم المتقطع والمعاناة الشديدة التي يتعرضون لها نتيجة صعوبة الخلود إلى النوم أثناء ساعات الليل، ونتيجة لهذا الأمر تكون هذه الفئة معرضةً للإرهاق والإجهاد السريع أثناء فترات النهار وعدم قدرتهم على الاستمرار والتواصل في العمل وقد يصل بهم الأمر في بعض الأحيان إلى النوم على مكاتبهم. وتشير الدراسات إلى أن هذه الفئة من الموظفين تكون تحت تأثير عصبي ونفسي خطير قد يتسبب لهم في حالة من الانهيار العصبي أو الاكتئاب النفسي الحاد.


وأضافت دراسات علم النفس والمخ والأعصاب أن أغلب تلك المشاكل النفسية تكون نتيجة تعرض الإنسان للأشعة المنبعثة من شاشات الأجهزة البصرية والآليات الحديثة أثناء فترات الليل ولا سيما شاشات الحواسيب والهواتف الذكية، حيث تكون هذه هي الفترة الزمنية التي يحاول فيها العقل البشري الاستعداد لعملية التهيئة الذاتية من أجل السكون والخلود إلى النوم.

وقد شدد أطباء العيون على أن الضوء الأزرق تحديداً من الأكثر الأضواء الضارة لشبكية عين الإنسان جنباً إلى جنب مع قدرته على تهديد حالة سكون العقل بسبب قوة مركباته الكيميائية وقدرتها على تثبيط "الميلاتونين" وهو الهرمون المُسبب والمُحفز للنوم بداخل المخ، وكثرة التعرض له تؤدي إلى تناقض واضطراب حالة النوم داخل العقل. المشكلة تحولت إلى مشكلة طبية وصحية بحت لدرجة قيام بعض الدول وعلى رأسهم ألمانيا باتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية وفرض قوانين على شركات الأعمال الكبرى بضرورة ارتداء موظفيهم للنظارات الطبية أثناء فترات دوامهم والجلوس أمام شاشات الكمبيوتر.

عند سماع هذه المخاطر الكامنة في الضوء الأزرق قد تشعر بالضيق والحزن خاصة وأنه من أكثر الألوان المحببة للبشر ولديه طابع سحري وبريق جمالي خاص يجعله على قمة هرم جميع الألوان. في سياق هذا الأمر بدأت الدول في اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية ضد مخاطر الإضاءة الزرقاء، وعملت على إزالته من أعمدة الإنارة ومصابيح السيارات والابتعاد عن استخدامه في إشارات المرور... إلى آخره.

ولكن المشكلة الكبيرة ستظل قائمة، فلا يستطيع أحد على هذا الكوكب أن يمنعك من الاستمتاع ببريق ولمعان الضوء الأزرق، وهذا تسبب في إضافة عبء كبير على عاتق شركات تصنيع شاشات التلفاز والكمبيوتر ووسائل العرض المختلفة. فكيف يتمكنوا من انتاج وسائل العرض اللازمة لأغراض الأعمال والترفيه وفي نفس الوقت تحظى منتجاتهم بشعبية كبيرة وكسب رضاء المستخدمين ومنظمات الصحة.


ولذلك بادرت جميع شركات تصنيع الأجهزة البصرية والهواتف الذكية بابتكار تقنية Low Blue Light Filter أو "مرشح الضوء الأزرق" التي تعمل على زيادة مستويات حرارة ودفئ الألوان الأخرى مثل الأصفر والأخضر والأحمر على حساب لون الضوء الأزرق. وهكذا يستطيع المستخدم أن ينعم بحياة أكثر سكينة وهدوءاً ويستمتع بالجلوس أمام شاشته أطول فترة زمنية دون أن يكون عرضة للإصابة بالإجهاد والمخاطر الناجمة عن الإضاءات الضارة.

إياك وأن تستهين أبداً بمخاطر الضوء الأزرق وما قد يتسبب فيه، حيث أكدت العديد من الأبحاث الطبية أن العناصر الكيميائية المُركّبة للضوء الأزرق المنبعثة من شاشات العرض يتسبب في إرهاق وإجهاد العين البشرية وقد يؤدي إلى حالات الجفاف الشديدة وحكة وحرقة العين المستمرة، ناهيك عن قدرته في زيادة اضطرابات النوم والقلق أثناء فترات الليل. ولذلك ينبغي عليك أن لا تتردد أبداً بتنشيط تقنية مُرشح Low Blue Light في شاشتك أو التأكد من ضرورة وجودها في شاشاتك القادمة مهما كلفك الأمر. أما إذا لم تكن شاشتك تتمتع بهذه التقنية فلا توجد أدنى مشكلة، حيث يهتم نظام ويندوز 10 بتوفير تقنية مرشح الضوء الأزرق Night Light وسوف نوضح فيما يلي كيفية تفعيلها ببساطة.


الخطوة الأولى: قم بكتابة "Settings" في شريط البحث.
الخطوة الثانية: اختر تبويب ضبط النظام System ثم اختر اعدادات الشاشة Display.
الخطوة الثالثة: قم بتفعيل الوضع الليلي Night Light On ثم انقر فوق Night Light Settings.
الخطوة الرابعة: اضبط مستوى قوة مرشح الضوء الأزرق حسب رغبتك.


تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه توجد بعض أدوات الطرف الثالث التي توفر ضبط إضاءة الشاشة بمستويات متقدمة بشكل أفضل من ضبط الإضاءة عن طريق نظام الويندوز ومثال على هذه الأدوات CareUEyes. تذكر أن هذه العملية ستحافظ على أعينك من مخاطر كثيرة وستساعدك على الجلوس فترات زمنية طويلة أمام شاشتك دون مواجهة أي مشاكل. في النهاية لدينا مجموعة من النصائح الطبية ذات فائدة وأهمية كبيرة ستساعدكم بالتأكيد على تفادي مخاطر شاشات العرض والمحافظة على أعينكم من الإجهاد والإرهاق وسنتركها لكم في السطور التالية:

  • تأكد من وضع شاشة الحاسوب في مستوى أقل ارتفاعاً من مستوى العينين.
  • تأكد من تفعيل الوضع الليلي وضبط مرشح الضوء الأزرق.
  • تأكد من تقليل معدل السطوع أثناء فترات الليل.
  • عدم المكوث فترات زمنية طويلة أمام الشاشة في الغرف المظلمة.
  • ارتدي نظارة طبية أثناء الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر.
  • ابتعد عن الشاشة مسافة ذارع على الأقل (20 سم إلى 30 سم ).
  • اعتمد مبدأ 20 20 20 بحيث كل 20 ثانية تقريباً تغلق جفون عينك لمرة ، وكل 20 دقيقة التفت للنظر إلى أبعد شيء عنك لمدة 20 ثانية ثم اغلق عينك بالكامل لمدة 20 ثانية، هذه العملية قادرة على تحفيز الغدد الدمعية داخل العين ومعالجة الجفاف.
  • استخدم قطرات الدموع الصناعية من ثلاثة على أربعة مرات يومياً إذا كنت تجلس لفترات طويلة وتعاني من حكة وحرقة مستمرة في العين.
  • ابتعد عن الرياح والهواء الجاف أثناء السفر أو أثناء تشغيل مراوح المنزل.

تعليقات