من المعلوم للجميع أن كلٍ من نظام اندرويد و iOS يسمحان للمستخدمين باستبدال لوحة المفاتيح الإفتراضية بأي لوحة يتم تحميلها من متجر التطبيقات، وصراحةً هناك وفرة في تطبيقات لوحات المستخدمين على كلا المتجرين، وأولًا وأخيرًا يعود أمر التحميل للمستخدم، لكن هذا ليس موضوعنا بان نذكر الأفضلية بين هذه اللوحات، بل هو أهم، وهو متمثل بتوضيح أمر الخصوصية فيما يتعلق بلوحات المفاتيح.
فعلى الرغم من من لدى لوحات المفاتيح حق الوصول الكامل إلى كل ما تكتب عليها من رسائل خاصة إلى كلمات مرور وأرقام بطاقات الائتمان وكل شيء، إلى أنها غالبًا ما يتم رسال بعض البيانات عبر الإنترنت، حيث يمكن أن تكون مسروقة أو يكون هناك إساءة في استخدامها من قبل مطور اللوحة.
هذا ليس نظريًا، ولكن حدث هذا بالفعل، وبالضبط يشكل هذه المعضلة سؤال وهو لماذا لدينا مشكلة في الثقة تجاه لوحات مفاتيح الهواتف الذكية؟ ونضرب مثالين على ذلك:
Ai.type هي عبارة عن لوحة مفاتيح من على اندرويد و آيفون ولديها شعبية كبيرة بين المستخدمين وصلت إلى اكثر من 40 مليون مستخدم في جميع انحاء المعمورة، قبل يومين من الآن وتحديدًا في 5 ديسمبر تم تسريب بيانات شخصية لاكثر من 31 مليون عميل عبر الإنترنت، وخادم قاعدة البيانات الخاصة بهم تُرك حرفيًا وحدخ دون كلمة مرور لحمايته، لذلك يمكن لأي شخص الوصول للمعلومات.
بالإضافة إلى أرقام الهواتف والأسماء وعناوين البريد الإلكتروني، تم يضًا سرقة النصوص المكتوبة باستخدام اللوحة، وشمل ذلك اكثر من 8.6 مليون ادخال نصي تضمن معلومات خاصة وحساسة مثل ارقام الهاتف وفي بعض الاحالات هناك عناوين البريد وكلمات المرور المتناظرة.
وهذا ليست المرة الاولى التي يتم فيها تسريب للبيانات عن غير قصد، أحد افضل اللوحات في العالم وأكثرها شعبية لوحة مفاتيح سويفت كي هي الأخرى حصل لديها تسريب خطير، وذلك بعد أن تم شراؤها من قبل مايكروسوفت، بدأت الشركة باقتراح عاوين بريد الكتروني خاصة بمستخدمي اللوحة لمستخدمين آخرين، وتم حل المشكلة انذاك.
لماذا لوحات المفاتيح خطيرة جدًا؟
لوحات المفاتيح التي يتم تحميلها من متجر بلاي خطيرة جدًا لأنها تريد ان تكون ذكية، حيث انها غير مضمونة بأن تعيش تمامًا على الهاتف، وتسمح لك بإدخال الحروف، بدلًا من ذلك، فإنها تحاول التنبؤ بنصوص متقدمة وحتى تصحيح تلقائي شخصي بهدف تخصيص تجربة المستخدم، وغالبًا ما تقوم بتحميل بيانات حول كيفية وما تكتبه لخوادم الشركة.
هذا بالتأكيد يجعل الأمور اكثر ملائمة، ولكن كما هو الحال مع كل شيء الراحة غالبًا ما تأتي على حساب الخصوصية، والمشكلة هي ان لوحات المفاتيح تصل إلى كثير، وعندما يتعلق الأمر بالصقة لوحات مفاتيح يجب ان تنظر بجدية ما إذا كنت تثق بالشركة صاحبة اللوحة والتي تعمل على معالجة البيانات وتامين خوادمها، فعلي سبيل المثال قد تثق بلوحة مفاتيح جيبرود من قوقل، ولكن كشركة أقل حجمًا وأقل شهر اسمها ai.type على ما يبدو انها لا تستحق الثقة على الإطلاق.
بالتالي عند استخدامك للوحة مفاتيح تابعة لجهة خارجية فإنك تقبل مستوى معينًا من المخاطر، لأن أي مشكلات مع خوادم لوحة المفاتيح قد تسبب مشكلات لك، لذلك الامر متروك لك لاتخاذ القرار.
لوحات المفاتيح يمكن ان تكون اكثر أمانًا على اجهزة آيفون!
تنطبق المشورة المذكورة أعلاه على كلٍ من أندرويد و آيفون، ولكن هناك حيلة خاصة من على هواتف آيفون، بينما يسمح أندرويد لجميع لوحات المفاتيح بالوصول إلى الغنترنت نظرًا لأن الأذن قد تم إخفائه من متجر بلاي، فإن نظام تشغيل iOS من أبل يُحرّم الوصول إلى الإنترنت لهذه اللوحات بشكل إفتراضي، ولكن لابد من اتخاذك لخطوة فبعد تحميل وتثبيت لوحة المفاتيح من على متجر أبل ستور توجّه إلى الإعدادات ومن ثم اسم لوحة المفاتيح، وصول إلى تبويب لوحات المفاتيح وتمكين خيار "السماح بالوصول الكامل".
وهذا التفعيل يجعل من لوحات المفاتيح في آيفون وآيباد اكثر أمانًا واستخدام اللوحة دون أي مخاوف للخصوصية، طالما انك لا تعطي لهم حق الوصول الكامل، وطبعًا هذه الخطوة لن تجعلك تستفيد من بعض مزايا اللوحة مثلًا الوصول إلى صور GIF او الوصول إلى وصلات او روابط الانترنت.
في نهاية المطاف إنه قرارك، إذا كنت ترغب في تثبيت لوحة مفاتيح طرف ثالث ام لا، ولكن يجب عليك هنا التفكير مرتين، وإن كنت ترغب في التثبيت نحن على الأقل نوصي بمحاولة مطاردة لوحات المفاتيح من الشركات الموثوقة أمثال قوقل ومايكروسوفت، بدلًا من المطورين الأقل شهرة وحجمًا.