لماذا تتبع مكالمة هاتفية يستغرق 60 ثانية؟ الكيفية والأسباب



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


هل تسائلت يوماً عن كيفية تتبع مُكالمة هاتفية؟ كيف يقوم المختصون بهذا الأمر؟ ولماذا يستغرق الأمر 60 ثانية أي دقيقة على أقل تقدير؟ هذا ما نشاهده في الأفلام والمُسلسلات حيث يتوجب عليهم التحدث والمُماطلة في المكالمة ليتمكن الأشخاص المختصون من تتبع المكالمة وتحديد مكان الشخص، فكيف تتم هذه العملية ولمَ تستغرق هذا الوقت لإكمالها هذا ما سنناقشه ضمن هذه التدوينة.


نظرة على واقع النظام الهاتفي قبل اختراع الكمبيوتر


لإيضاح فكرة المقال لا بد من التطرق لواقع النظام الهاتفي ما قبل الحوسبة واختراع الكمبيوتر وصولاً لحاضره، حيث كان توجيه المكالمات بين الأشخاص مهمة غاية في التعقيد تتطلب شبكة كبيرة من التحويلات المادية (الواقعية) من خلال عدد كبير من العمال، وكان غالبيتهم من النساء اللولاتي لا يتمتعن بذلك السلوك المهني الجيد.

فعندما تأتي مكالمة هاتفية تقوم أحد العاملات بتوجيه المكالمة لصاحبها عن طريق توصيلها فعلياً بمنفذ معين على لوحة التوصيل أو الشبكة العملاقة الموجودة أمامها، الأمر الذي قد يستغرق وقت كبير نوعاً ما نظراً لضخامة الشبكة وكثرة التحويلات، لتبدأ عملية التطوير والأتمتة لاحقاً وتدريجياً.

اقرأ أيضاً: 6 أشياء يمكنك القيام بها أثناء إجراء المكالمات الهاتفية على الأندرويد


أولى خطوات التطوير والتحديث في هذا المجال كانت في أواخر القرن التاسع عشر عبر جهود أحد العلماء ومن بينهم تحديداً العالم ألمون ستراوجر - Almon Strowger المُنحدر من الولايات المتحدة، تخصص في تحسين تكنولوجيا الهواتف الإلكتروميكانيكية (المقاسم) منذ عام 1889، وكانت زوجته تعمل في إحدى مقاسم المدينة آنذاك.


كانت تلك الزوجة تعمل على تحويل المكالمات الواردة لإصحابها كما وضحنا أعلاه، وتنقل تلك المعاناة إلى زوجها الذي عمل بدوره لتجاوز هذه المشكلة واستبدال العنصر البشري البطيء نوعاً ما بتقنيات توصيل تلقائي، فقام باختراع جهاز الـ Strowger switch عام 1891، الذي سمح للأشخاص الاتصال بالآخرين مُباشرةً دون الحاجة إلى أي تدخل بشري.

بمرور الوقت، أصبحت التكنولوجيا المستخدمة لإجراء المكالمات التلقائية أكثر تطوراً وتعقيداً بصورة تدريجية، ومع تطورها بمختلف الأشكال والأحجام والأماكن والمسافات بقيت الأساسيات كما هي، ففي تلك العصور كانت عملية تتبع مُكالمة ما أمر مُجهد نوعاً ما وعبء كبير على شركة الهاتف المُكلفة بتتبع مسار الاتصال عبر كمية كبيرة من التحويلات لاكتشاف المصدر.

كانت هذه العملية تستغرق وقتًا طويلاً وتتطلب من المفاوض أو ضابط الشرطة الحفاظ على المكالمة نشطة لأطول فترة مُمكنة، إذا أغلق المشتبه به الخط قبل المُدة المُحددة لتتبع المكالمة وتحديد الوجهة فقد يفشل الأمر، ليجدر بهم إما المحاولة مُجدداً أو إيجاد طريقة أخرى، ومن هنا بدأ مصدر الإلهام المُستبق لدى هوليوود الذي ضحى بالدقة التقنية مقابل بعض التشويق في الأفلام.

اختلاف المسألة بعد تطور العالم الرقمي


تأثر قطاع الاتصالات بشدة بعد اختراع الكمبيوتر وتطور العالم الرقمي وتحويل كل شيء تقليدي وورقي إلى عمليات مؤتمتة، حيث تحولت جميع مهام توجيه المكالمات إلى عمليات تلقائية أكثر سلاسة وسرعة، وتم إنشاء شركات اتصال وأبراج للتغطية في جميع البلاد الواحدة تلو الأخرى.

إذن باتت هناك الكثير من العوامل المُساعدة في تتبع أي مكالمة ببساطة كالبيانات الوصفية التي تتضمن معلومات كمكان إجراء المكالمة ووجهتها ونوع الهاتف المستخدم، وغيرها من العناصر كأبراج التغطية التي تسمح بمعرفة آخر نقطة تم التقاط إشارة منها ومع تطور هذه الأشياء مستقبلاً ستسمح بتتبع وتحديد أسرع من 60 ثانية أيضاً.

إليك المزيد: 6 أشياء رائعة وعملية يمكنك القيام بها باستخدام Google Voice!


لأن تلك السجلات هي أجزاء صغيرة يمكن تخزينها بسهولة في "قاعدة بيانات"، يمكن لشركات الهاتف الاحتفاظ بها لفترة طويلة، مِما يسمح للمحققين بالحصول على معلومات حول أي مكالمة بعد سنوات من حدوثها والوصول إلى تلك السجلات بمستوى عالٍ من السرعة لم يكن مُمكناً من قبل.

لكن على الرغم من كل ما سبق، يوجد بالطبع طرق أخرى للتواصل مثل شبكات الـ VPN المختلفة وتطبيقات الصوت المُشفرة التي يصعب تتبعها بنفس المُدة المقدرة الآن، حيث تستغرق وقتاً أطول من المُعتاد لفك التشفير خاصةً إن كانت المكالمة من خلال هواتف فضائية إذ أن الأمر سيصبح عندها أكثر صعوبة أو شبه مستحيل.

تعليقات