هل حقاً شبكة الجيل الخامس تحمل مخاطر متعلقة بالصحة وما هي؟



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


ربما تكون قد شاهدت عدة مقالات بمختلف الأماكن تتصف بذلك التصعيد الخطير لتكنولوجيا الجيل الخامس الخلوية، فمنها من يُفسر ذلك بواحدة من الشبكات المُحملة بإشعاع طاقة عالي يؤدي إلى تأثيرات ضارة على البشر، ويؤكد بعض النقاد أيضاً أنها تولد إشعاعات راديوية يُمكنها أن تُتلف الحمض النووي وتُسبب سرطانات وغيرها الكثير من المخاوف.

بدأت بالفعل شبكة الجيل الخامس للاتصالات بالعمل على الكثير من الأجهزة وفي العديد من الدول، ومع ذلك هناك قلق بشأن المخاطر الصحية لهذه الشبكة الجديدة الأكثر قوة، فما هي هذه المخاوف المتعلقة بهذه الشبكة الجديدة؟ وهل تقع ضمن دائرة الحجة والمنطق أم أنها مُجرد كلام في الهواء؟ هذا ما سنُناقشه من خلال بعض الدراسات البحثية المرموقة لمنظمات الصحة العالمية.


بدايةً، ما هي شبكة الجيل الخامس؟


بدأت كل من AT&T و Verizon و Sprint في نشر شبكاتها في النصف الأول من العام السابق رغم أن التوافر الواسع النطاق لا يزال بعيدًا عن عام أو أكثر، كما ستحصل تقنية الـ 5G على موطئ قدم في أكثر من حفنة من المدن هذا العام، الأمر الذي لا يمنع الشركات المُصنعة للأجهزة ومقدمي الخدمات من القفز على عربة 5G.

مثلاً يعد كل من Galaxy S10 و Galaxy Fold الجديدين من سامسونج، جاهزان لشبكة 5G إلى جانب طرازات من LG و Huawei و Motorola و ZTE وغيرها، توفر 5G تحسنًا على الأقل عشرة أضعاف في أداء الشبكة. آخر تحديث رئيسي للشبكة كان 4G ، الذي ظهر لأول مرة في عام 2009 مع سرعة قصوى تبلغ حوالي 10 ميغابت في الثانية.

بالمقارنة تستعد شبكة 5G لتقديم سرعات قصوى تتراوح بين 10 و 20 جيجابت في الثانية، سينخفض ​​زمن الوصول إلى الشبكة من 30 مللي ثانية إلى حوالي 1 مللي ثانية وهو مثالي لبث ألعاب الفيديو والفيديو عبر الإنترنت وإنترنت الأشياء والتي تتوقع من الجيل الخامس 5G توصيل أجهزة الاستشعار وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى بزمن انتقال منخفض للغاية.

اقرأ أيضاً: مخاطر تتعلق بأمان شبكة الجيل الخامس الجديدة عليك معرفتها الآن

كيف تطورت المخاوف حول هذه التقنية؟


تجدر الإشارة إلى أن المخاوف الصحية الأخيرة حول الإشعاع لا تحدث في فراغ، المخاوف بشأن 5G ليست بتلك الشيء الجديد لأننا سمعنا ورأينا لعقود من الزمن عناوين الصحف حول مخاطر الإشعاع الكهرومغناطيسي، لقد رأينا جدلًا حول كل شيء بدءًا من المخاطر الصحية للواي فاي إلى العدادات الذكية، فلا عجب من جدال جديد حول هذه التقنية.

فرط الحساسية الكهرومغناطيسية، على سبيل المثال، مرض افتراضي يعاني فيه بعض الأشخاص من الأعراض الموهنة في وجود إشعاعات مثل الهواتف المحمولة والواي فاي، وبالمثل لم تجد عقود من الدراسات أي صلة بين الهواتف المحمولة والسرطانات مثل أورام المخ على الرغم من أن ذلك لم يمنع البلديات من سن قوانين تطالب المتاجر بعرض الإشعاعات المنبعثة من الهواتف.

إذن، ما مدى خطورة الإشعاع الترددي؟


في جوهر كل الشواغل المتعلقة بشبكات الهواتف المحمولة، يوجد إشعاع التردد اللاسلكي وهو أي شيء ينبعث في الطيف الكهرومغناطيسي من الموجات الصغرية إلى الأشعة السينية إلى موجات الراديو إلى الضوء من الشاشة أو الضوء من الشمس، من الواضح أن RFR ليس خطيرًا بطبيعته وبالتالي تصبح المشكلة في ظل أي ظروف قد تكون.

هل الدراسات واضحة أم ماذا؟


تم إصدار دراسة حديثة بواسطة البرنامج الوطني لعلم السموم (NTP) وهي وكالة يديرها قسم الصحة والخدمات الإنسانية، في هذه الدراسة المقتبسة على نطاق واسع حول إشعاع الترددات الراديوية للهاتف الخلوي، وجد العلماء أن التعرض الشديد للجيل الثالث أدى إلى بعض حالات أورام القلب السرطانية وأورام المخ والأورام في الغدد الكظرية للفئران الذكور.

كما يشير RealClearScience كان عدد الأورام المكتشفة ضئيلًا للغاية بحيث كان يمكن أن يحدث إحصائيًا عن طريق الصدفة (والذي قد يكون أكثر احتمالًا لأنه تم اكتشافه فقط في موضوعات الذكور)، علاوة على ذلك كان مستوى ومدة التعرض للإشعاع أكثر بكثير من أي شخص فعلي من أي وقت مضى يتعرض لها.

إليك المزيد: كل ما أعلنت عنه سامسونج في حدثها الكبير Unpacked 2020

أخيراً، تحجيم مخاطر الجيل الخامس


يُلاحظ العلماء أن كلاً من شبكة الـ 3G ، 2G ، 1G و 4G يستخدمون بين 1 إلى 5 غيغا هرتز، بينما يستخدم 5G ما بين 24 إلى 90 جيجا هرتز من التردد ليؤكد ذلك أنه ضمن الجزء الإشعاعي من الطيف الكهرومغناطيسي كلما زاد التردد زادت الخطورة على الكائنات الحية.

سيواصل العلماء اختبار الشبكات الجديدة مع تطور التكنولوجيا للتأكد من أن التكنولوجيا التي نستخدمها كل يوم تظل آمنة، في الآونة الأخيرة انتقد السناتور الأمريكي ريتشارد بلومنتال لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) وإدارة الأغذية والعقاقير (FCC) لإجراء أبحاث غير كافية حول المخاطر المحتملة لـ 5 G.

وكما توضح دراسة NTP فإن البحث في مخاطر الإشعاع صعب وغير حاسمة في كثير من الأحيان مما يعني أن الأمر قد يستغرق وقتًا طويلاً لتحقيق تقدم حقيقي، لكن في الوقت الحالي يخبرنا كل شيء نعرفه عن شبكات 5G أنه لا يوجد سبب يدعو إلى القلق، فهناك العديد من التقنيات التي نستخدمها كل يوم مع مخاطر قابلة للقياس أعلى بكثير.

تعليقات