3 مفاهيم خاطئة تسمعها بكثرة عن الذاكرة العشوائية RAM



تابع قناة عالم الكمبيوتر علي التيليجرام


تعد الذاكرة العشوائية أو الرامات من المكونات الأساسية لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية. وظيفتها هي تذكر المهام لفترة محدودة من الوقت، بحيث لا يحتاج البروسيسور إلى إعادة القيام بهذه المهام في كل مرة، وبالتالي تؤثر فى تسريع إنجاز المهام المختلفة مثل فتح التطبيقات ونظام التشغيل نفسه. ولكن هناك العديد من الأساطير والمفاهيم الخاطئة المنتشرة على الإنترنت بشأن الذاكرة العشوائية والتي يمكن أن ينتج عنها عمليات شراء غير ضرورية، أو تمنعنا من تحقيق أقصى استفادة منها. إذن، قد جاء دورنا، دعونا نصحح هذه المفاهيم.


اولًا: "أنا لست بحاجة لزيادة حجم الرام"



إحدى الأساطير الشائعة هي أنه إذا استهلك الكمبيوتر ما مجموعه 60% من إجمالي حجم الرامات المستخدم، على سبيل المثال، فلن نرى أي فرق حقيقي إذا أضفنا المزيد؛ فيقول البعض "هذا المقدار من الرام كافٍ لتشغيل البرامج، ولا أحتاج إلى المزيد". في الواقع، قد يكون هذا الحجم كافيًا بالفعل لتشغيل البرامج المفضلة لديك، ولكن ما زالت هناك فرصة لتحقيق أداء أفضل إذا قمنا برفع حجم الرامات فى الحاسوب.

يرتبط ذلك بالطريقة التي يتم بها تطوير البرامج التى تستخدمها. إذ يحدد مطورو البرامج عادة مقدار مُعين من الرامات التى يتطلبها البرنامج للعمل كنسبة مئوية من إجمالي حجم رامات الكمبيوتر. كمثال، إذا كان هناك برنامج يحتاج 5% من حجم الرامات، فسوف توفر ذاكرة بحجم 8 جيجابايت حوالي 410 ميجابايت (بما إن 1 جيجا تساوي 1024 ميجابايت)؛ ومع ذاكرة بحجم 16 جيجابايت، سوف يحتاج نفس البرنامج إلى الضعف (10% من حجم الرامات)، أي 820 ميجا بايت. هذا مثال بسيط، حيث أن هناك العديد من العوامل تؤثر على كيفية استهلاك البرامج للذاكرة العشوائية فى الكمبيوتر، وقد يكون لدى المطورين حدود مفروضة.


يعني ذلك أنه إذا قمنا بإضافة المزيد من الرامات، فسوف نلاحظ بعض الاختلافات في معظم البرامج التى نستخدمها، على الأقل إلى درجة معينة؛ فإذا كان حاسوبك يحتوي بالفعل على رامات 16 جيجابايت، فلن يكون هناك أي تغيير يذكر عند الترقية إلى 32 جيجابايت أو أكثر. يمكننا القول بشكل عام أن الحد الأدني لجهاز الكمبيوتر اليوم هو 4 جيجا رام، والموُصي به هو 8 جيجا رام؛ بينما 16 جيجا رام للاستخدام الثقيل. إذا كنت تستخدم برامج إحترافية عالية الجودة، فحينها تكون 16 جيجا رام هي الحد الأدني.

ثانيًا: "حجم الرامات هو كل ما يهم"



يعرف معظم المُستخدمين مقدار الذاكرة العشوائية التي يمتلكها جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكية. ولكننا نفترض تلقائيًا أن الجهاز الذي يحتوي على حجم رامات أكبر يكون أسرع أيضًا. هذا ليس صحيحًا بالضرورة. حجم الرامات ليست كل ما يهم، هناك العديد من الأشياء التي تحدد أداء الذاكرة العشوائية. وبغض النظر عن الحجم، تلعب سرعة الرام أو التردد دورًا كبيرًا. بصورة عامة، لن يلاحظ مُستخدم الكمبيوتر العادي اختلافًا ملحوظًا بين 8 جيجابايت و16 جيجابايت من الرامات. ولكن فقط المُستخدم الذي يقوم بلعب ألعاب الفيديو طوال الوقت على الكمبيوتر أو يقوم بتحرير الفيديوهات يحتاج إلى هذا المقدار الكبير من الرامات.


على سبيل المثال، إذا كان حاسوبك يحتوي على 8 جيجا رام من نوع DDR4 بتردد 2133، من الممكن - بناءًا على كيفية استخدامك - أن ترى نتائج أفضل في الأداء عن طريق استبدال الذاكرة العشوائية للكمبيوتر بسرعة أكبر مثل 2666 أو 3200 وبنفس الحجم (8 جيجا رام)، بدلًا من مضاعفة حجمها إلى 16 جيجابايت.

ثالثًا: "يجب عليك تنظيف الرامات لتعزيز السرعة"



لا نقصد بـ "تنظيف الرامات" إزالة الغبار المتراكم عليها؛ نقصد هنا تنظيفها "برمجيًا" أي إذا كان الكمبيوتر يستهلك 80% من إجمالي حجم الرامات، فإن تنظيفها يؤدي إلى مسح البيانات وإنهاء بعض المهام من أجل خفض الإستهلاك إلى 50% على سبيل المثال. يزعم البعض أن بذلك يتم تحسين سرعة الكمبيوتر، ولكن هذه واحدة من أكثر الأساطير انتشارًا، وقد ساهمت كمية هائلة من البرامج المجانية والمدفوعة المنتشرة على الإنترنت في هذا الإعتقاد الخاطئ.

إذا كانت الرامات ممتلئة ومستهلكة بنسبة 90% حتى، فهذا أمر جيد جدًا لأن مهمة الذاكرة العشوائية أن لا تكون فارغة. في الواقع، يجب أن يستخدم كل من نظام التشغيل والبرامج كل المساحة المتاحة فى الرامات لتعمل بكفاءة. إن تحرير أو تنظيف الرامات بإستخدام أحد هذه البرامج لا يفعل شيئًا سوى إبطاء حاسوبك! نظرًا لأن عملية "التنظيف" تعني أنك تمسح مهام معينة من الذاكرة، وبالتالي سوف يحتاج البروسيسور بعض الوقت لتكرار هذه المهام مرة أخرى.


ضع فى إعتبارك دائمًا أن الذاكرة العشوائية لا تشبه القرص الصلب أو أي وحدة تخزين أخرى. إذا كان لديك ذاكرة عشوائية بحجم 4 جيجابايت، فسوف تقوم الذاكرة بحذف البيانات والمهام وإعادة كتابتها بشكل تلقائي في نفس هذا الحجم. لا يفعل القرص الصلب ذلك بل تحتاج إلى حذف بعض المحتويات منه لتوفير مساحة بنفسك. بإختصار، وجود مساحة فارغة فى وحدة التخزين أمر جيد، ولكن وجود مساحة فارغة على الرامات أمر سيء. إذا كنت تُعاني من بطء الأداء، فقم بتقليل استخدام البرامج المفتوحة أو قم بإضافة المزيد من الرام، ولكن لا تستخدم أحد هذه البرامج لتنظيف الذاكرة، فإنها تضر أكثر مما تنفع.

تعليقات

  1. ماذا يجب أن أفعل إذا أردت جعل اللابتوب يشغل برامج المونتاج والفوتوشوب وهل هذا يتعلق بزيادة حجم الرام ؟؟؟

    ردحذف

إرسال تعليق