شراء هاتف ببطارية قابلة أم غير قابلة للإزالة ... أيهما أفضل ؟

الإختلاف بين البطارية القابلة للإزالة والغير بسيط جدًا بل ويشرح نفسه. حيث مع البطارية القابلة للإزالة، يمُكن بكل سهولة إخراج البطارية - فى حالة حدوث مشاكل - عن طريق إزالة اللوحة الخلفية. بينما البطاريات الغير قابلة للإزالة تكون جزء من مكونات الهاتف الداخلية، ما يعني أنه سيكون من الصعب بل والمستحيل على المُستخدم أن يقوم بإزالة البطارية دون العبث بأجزاء الهاتف الأخري.

ولكن هذا لا يعني أنه لا يمُكنك إزالتها. فهي تُسمي "بطاريات غير قابلة للإزالة" ولكن بواسطة أدوات صيانة خاصة - التى لا يتوقع أن تكون متوفرة مع المستخدم العادي - يمُكن إزالتها. حيث يحتاج الأمر إلى تفكيك الهاتف بالكامل وإزالة الشاشة بطريقة خاصة... باختصار إن لم تكن على علم بأمور الصيانة، سيصعب عليك فعل أي شيء مع البطارية المدمجة فى حالة حدوث مشكلة. ولذلك ستجد فى أوراق الضمان الآتية مع الهاتف - ضمن صندوق المحتويات - النص الذي يفيد بأنك إذا أردت إستبدال البطارية، فإن الحل هو إحضارها إلى مركز صيانة معتمد. إذًا، ما هو الدافع الذي يجعل الشركات تقوم بإعتماد بطاريات مدمجة على الرغم من طبيعتها الصعبة ؟

لعل الميزة الوحيدة فى البطارية الغير قابلة للإزالة انها تساعد الشركات على إنتاج هواتف بتصميم مميز وجذاب وأقل وزنًا وأكثر نحافة عن الذي يحمل بطارية قابلة للإزالة. نظرًا لأن الهاتف الذي يحتوي على بطارية منفصلة يحتاج إلى لوحة خلفية، فهذا يجبر الشركة على صناعة الهاتف بمواد بلاستيكية تضر بالتصميم العام للهاتف وتؤثر على مظهرهُ الخارجي وهو الشيء الذي يهتم به بعض المُستخدمين عند إقتناء هاتف جديد. 

بينما الهواتف الأخرى تحتوي على بطارية مدمجة فى مكونات الهاتف بالداخل، مما يعني أن الشركة ستستغني عن وضع لوحة خلفية وهذا سيسمح لها بإنتاج هاتف مصنوع من مواد عالية الجودة وبتصميم أنيق وفاخر. إذ نجد هذه الأيام هواتف مصنوعة من المعدن أو الزجاج المقوى..وخلافه. كما ان ذلك يجعل الهاتف نحيف وخفيف لان البطاريات المدمجة أقل ضخامة مقارنة بالقابلة للإزالة.

كذلك البطاريات الغير قابلة للإزالة تكون بعيدة نوعًا ما عن الأضرار والمشاكل الشائعة الممكن أن تحدث نتيجة لإهمال المُستخدم. مثلًا لا توجد فرصة لتراكم الغبار والأتربة داخل الهاتف نظرًا لعدم وجود مسافات مفتوحة فى الهاتف والتى تسمح بمرور الجسيمات الصغيرة. فيمُكن القول أن البطاريات المدمجة أقل عرضة للخطر.

من الأشياء التي قد يلاحظها البعض عند المقارنة بين الهواتف وبعضها على الإنترنت، أن دائمًا ما تكون البطاريات الغير قابلة للإزالة بسعة طاقة ضخمة وكبيرة مقارنة بالبطاريات القابلة للإزالة، نأخذ هاتف شاومي Mi Max 2 كمثال، حيث يحتوي على بطارية غير قابلة للإزالة بسعة 5300 ملي أمبير وهي سعة كبيرة إن لم تكن الأكبر فى سوق الهواتف الذكية. وكما نعلم كلما كانت سعة البطارية كبيرة، كلما كانت فترة استخدام الهاتف - بدون شحن - أطول إعتمادًا على مدى توافق نظام التشغيل مع الموارد الأساسية. بشكل عام، الهاتف ذو البطارية المدمجة، يكون أكثر قابلية للاستخدام لفترات طويلة.

البطارية الغير قابلة للإزالة شأنها شأن أي شيء في مجرة درب التبانة! لها مزايا وعيوب، المشكلة الكبيرة هي أنها غير قابلة للإزالة !! وهذا فى حد ذاته يوضح أمور كثيرة. إذا حدثت مشكلة تخص البطارية على سبيل المثال: تسريب الطاقة، سقوط الهاتف في الماء، السخونة المتزايدة رغم عدم استعمال الهاتف...وغيرها فإنها عوامل لا تهدد البطارية فقط فحسب بل الهاتف بالكامل ولا يمكن حل المشكلة إلا من خلال شخص لديه خبرة فى تفكيك الهواتف أو مركز صيانة تابع للشركة المصنعة، وإذا تطلب الأمر استبدالها سيكون ذلك مكلفًا.

يتعلق الأمر ايضًا بمشاكل السوفت وير، فإذا توقف الهاتف عن العمل ولا يستجيب للأوامر لسبب ما، ففى الهواتف الأخرى يمكن إزالة البطارية وإعادة تركيبها بسهولة لإعادة تشغيل الهاتف. لكن فى الهواتف التى تحمل بطارية مدمجة، كيف يكون الحال ؟ هل يجب تفكيك الهاتف بالكامل لمجرد انه "مهنج" ! ؟ بالتأكيد هذا ليس منطقي إطلاقًا، ولكن على الأقل توفر بعض الشركات طرقًا لإغلاق الهاتف إجباريًا فى مثل هذه الحالات. مثلًا فى هواتف سامسونج إذا تجمد الهاتف يجب الضغط على زر الطاقة + زر خفض الصوت معًا. وكما نلاحظ، جميع العيوب تتعلق بأن البطارية لا يمكن إزالتها فقط، بينما لا توجد عيوب أو مشاكل فى البطاريات المدمجة نفسها (باستثناء هاتف Samsung Note 7).

ميزة البطارية القابلة للإزالة، أنها قابلة للإزالة! هذا حقًا له فوائد كثيرة. إذا حدثت أي مشكلة للبطارية أو أنها لا تؤدي أداء جيد خاصة بعد فترة طويلة من استخدام الهاتف، فيمُكنك بكل أريحية استبدالها بنفسك دون الحاجة إلى إحضار الهاتف لمركز صيانة. كذلك إذا سقط الهاتف فى الماء، فيمُكنك بشكل سريع إزالة اللوحة الخلفية ثم نزع البطارية لمنع حدوث أي أضرار أخرى. هناك ميزة أخرى وهي إمكانية الحصول على بطارية إحتياطية مشحونة لتبديلها مع البطارية الأساسية إذا نفذت الطاقة فى اللحظات الحرجة. هذه ليست ميزة بعينها، حيث يمُكن استعمال باور بنك مع البطاريات الغير قابلة للإزالة، لكن إمكانية إستبدال البطارية بسهولة يجعلها عملية أكثر. وفى حالة تجمد الهاتف، فإن الحل السريع هو إزالة البطارية وتركيبها مجددًا.

يمُكنك إدراك عيوب البطارية القابلة للإزالة بنفسك عندما تعكس كل مميزات البطارية الغير قابلة للإزالة، حيث أنها تؤثر في تصميم وشكل الهاتف وتجعله ضخم نوعا ما بالإضافة للحاجة إلى لوحة خلفية بلاستيكية تجعله أكثر قابلية للكسر. وايضًا البطاريات القابلة للإزالة أكثر عرضة لحالات التضخم أو التورم، فإذا سقط الهاتف من على ارتفاع طويل قد تجد أن اللوحة الخلفية انفصلت على الهاتف فورًا بسبب انتفاخ البطارية. هناك شيئًا آخر وهو فى حالة إستبدال البطارية بأخرى غير أصلية - وهذا ما يحدث احيانًا - سيقل أداء الهاتف بشكل ملحوظ.

أظن أنك أدركت الآن إلى أي نوع بطارية سوف تتجه عندما تكون داخل سوق الهواتف الذكية. حيث أن البطاريات القابلة للإزالة جيدة لهؤلاء الذين يرغبون بشراء هاتف قابل للاستخدام لفترة طويلة جداً حيث يمُكن تغيير البطارية والاستمرار في استخدام الهاتف نفسه لبضع سنوات أخرى بدون مشاكل. لكن إذا حصلت على بطارية غير قابلة للإزالة و تخطط لاستخدامها لمدة 3 سنوات مثلًا ستكون شوكة في جانبك. بينما إذا كنت تقوم بتغيير الهاتف كل فترة قصيرة، وتبحث عن التصميم والجودة ممتازة المصنوع منها الهاتف، فقم بشراء هاتف ذو بطارية مدمجة نظرًا لأنها الخيار الأفضل في هذه الحالة.